+ A
A -
تحقيق_أكرم الفرجابي
مدح خبراء في الشأن الخيري والإنساني، دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم مساعدات إغاثية لمتضرري الزلزال الذي تعرضت له مناطق في شمال جمهورية العراق الشقيقة، مؤكدين على أن ظروف الحصار لم تأثر على الدور الإنساني لقطر، وأن أياديها البيضاء ستظل ممدودة للعالم بالخير والعطاء، وأشاروا إلى أن الاستمرار في تقديم المساعدات الإغاثية، يعكس ثقة المجتمع الدولي في مؤسساتنا الخيرية والإنسانية، وهو ما ينسف تماماً كل الادعاءات التي طالما رددتها دول الحصار بشأن دعم الإرهاب.
وأكدوا أن العمل الإنساني القطري، أثبت قدرة عالية في مستويات الشفافية، وإيصال التحويلات المالية إلى مستحقيها، عبر القنوات الرسمية وفقاً لأفضل المعايير العالمية، والقرارات الدولية المنظمة للعمل التنموي والإنساني والإغاثي، وأشاروا إلى أن إتفاقيات التعاون مع منظمات الأمم المتحدة، تعتبر دليلاً قاطعاً على براءة دولة قطر، وجمعياتها الخيرية من مزاعم وأكاذيب دعم وتمويل الإرهاب.
بدايةً يؤكد يوسف بن أحمد الكواري، الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية، استمرار الجهود الإنسانية القطرية، في مساعدة المتضررين والوقوف إلى جانبهم، حتى في ظل الحصار الذي تتعرض له قطر، لافتاً إلى إنه قبل إغاثة العراق، كان هنالك توجيه من حضرة صاحب السمو بتقديم مساعدات للمتضررين في الصومال، الأمر الذي يؤكد أن دولة قطر ملتزمة بمواقفها الإنسانية، تجاه مختلف الأحداث التي تدور في العالم، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي تأثير للحصار، على الدور الإنساني الذي تقوم به قطر، مؤكداً استمرارهم في إلتزاماتهم الإنسانية والأخلاقية، وخصوصاً مع إخواننا المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له مناطق في شمال جمهورية العراق الشقيقة، موضحاً أن قطر الخيرية إفتتحت مؤخراً مكتباً لها في العراق، بهدف زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تقدمها في دولة العراق، باعتبارها من الدول المهمة كون الشعب العراقي تربطه أواصر متينة مع الشعب القطري، لذلك سيكون للمكتب الذي أفتتح مؤخراً جهود كبيرة، خاصةً أن هناك عدد من الجهود التي ستكون بالتنسيق والتعاون والشراكة مع منظمات الأمم المتحدة، سواء كان للمتضررين من أحداث الزلزال أو الأحداث الأخرى التي شهدتها العراق، مؤكداً حرص قطر الخيرية على تقديم مساعداتها الإغاثية إتساقاً مع المنظومة الإنسانية الدولية المتمثلة في المنظمات الأممية، التي تعطي مصداقية كبيرة للعمل الإنساني القطري الممتد في شتى أنحاء العالم.
من جانبه أوضح سعيد مذكر الهاجري، المدير التنفيذي لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، أن المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الخيرية القطرية، تأتي تنفيذا للتوجيهات المستمرة لحضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مؤكداً أن الحصار لم يؤثر على جهود قطر الإنسانية، قائلاً: سبق وأن وجه حضرة صاحب السمو بتقديم مساعدات للمتضررين في الصومال، والآن يوجه سموه بتقديم مساعدات للمتضررين في العراق، لافتاً الى أن هذه رسالة يجب أن نوجهها لدول الحصار، بأن دولة قطر مازالت مستمرة في دعمها للمتضررين والمنكوبين في شتى أنحاء العالم، وأنها لم تتأثر بالحصار ولن تتأثر بفضل الله تعالى، مؤكداً استمراريتها في رسالتها الإنسانية، لافتاً إلى وجود تنسيق ما بين المؤسسات الخيرية القطرية، لتقديم مساعدات للمتضررين في العراق عبر بوابة الهلال الأحمر وقطر الخيرية، مؤكداً أن قطر دولة محبة للخير وظلم الحصار لم يثنِها عن فعله، وأن العمل الإنساني والإغاثي أولوية استراتيجية بالنسبة للدولة مهما كانت الظروف، وهذا الأمر يعرفه العالم كله عن دولتنا الحبيبة التي تقدم الحالات والمبادرات الإنسانية، التي تخدم المحتاجين على مصالحها الشخصية وظروفها الآنية، ولهذا مدلولات كبيرة وكثيرة من أهمها، أن إغاثة المحتاجين واللاجئين واجب إنساني وقومي وديني، فديننا الإسلامي الحنيف يحثنا دائماً على هذا العمل الإنساني النبيل، وكذلك قيادتنا الرشيدة التي لطالما وجهت بدعم المنكوبين والمتضررين في الأزمات والكوارث.
مصارع السوء
من جهته يقول الشيخ الدكتور علي محيى الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة، نحن لا نستغرب هذه العنابة من قطر أميراً وشعباً وحكومة، لأن لهم أيادي بيضاء ممتدة في العالم الإسلامي بفضل الله تعالى، واصفاً إياهم بأهل الفزعة عندما تكون هناك مشكلة أو مصيبة، موضحاً أن يفزعوا إليها ويحاولوا أن يعالجوها، ومن ضمن هذه المواقف الكريمة، نحو إخوانهم في إقليم كردستان العراق، وكذلك في بعض المناطق في إيران وغيرها من الدول، قائلاً: نشكر الله ثم نشكر أمير قطر على هذه الجهود المقدرة، رغم ظروف الحصار إلا أن أهل قطر وسمو أميرها، سباقون بالخير وجزاهم الله عنا وعن هؤلاء المتضررين خيراً، وأردف: أبشرهم أن الصدقة تقي مصارع السوء، وأن الله قد حفظ قطر وبارك فيها، وفي أموالها وشعبها وأميرها بسبب هذه الخيرات التي تصل منهم إلى هؤلاء المظلومين والمنكوبين والفقراء في العراق وإيران وسوريا ولبنان والسودان وميانمار وأفريقيا وفي كل مكان، لذلك دور قطر في عمل الخير وإغاثة المحتاجين والمظلومين من شعوب العالم لا يحتاج إلى شهادة دول الحصار ولا يحتاج تأكيداً أو توضيحا من أحد فهو واضح وليقتنع من يقتنع ولينكر من ينكر وليزعم ويكذب من يكذب فقافلة الخير والعطاء والإنسانية تسير رغم أنف الحاقدين، مبيناً أن العمل الإنساني ومساعدة المحتاجين واجب قطعته قطر على نفسها تجاه أشقائها في الإنسانية، وحب عمل الخير من صفات الشعب القطري، إيماناً منه بأهمية هذا العمل العظيم الذي لا يعرف قدره سوى العظماء وأصحاب الأيادي البيضاء الذين يعرفون أن الحياة أخذ وعطاء.
ويبلغ إجمالي المساعدات القطرية، المتوجهة إلى الجمهورية العراقية حتى الآن، (49) طناً من المواد الغذائية والطبية والخيام، حيث توجهت طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية بوزارة الدفاع، فور توجيه سمو الأمير، تحمل على متنها مساعدات دولة قطر، من المواد الإغاثية المتنوعة دعما لمتضرري الزلزال، وقد رافق الرحلة فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة (لخويا)، حيث تولت اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية، في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة التي تترأسها (لخويا)، مهمة توفير مواد الإغاثة، والتنسيق مع الجهات المعنية لتوصيلها إلى المتضررين، فقد عُرفت قطر في مجال العمل الإنساني، بأنها شجرة مثمرة وارفة الظلال، للمحتاجين والمنكوبين، ومنارة يقصدها المحرومون والمتضررون، بفضل مبادرات قيادتها الرشيدة ورؤيتها الحكيمة، التي جعلت أياديها البيضاء، تغطي مشارق الأرض ومغاربها، مما جعلها تحظى بتقدير المجتمع الدولي، لسجلها الحافل والطويل في تقديم المساعدات الإنسانية، عبر مؤسساتها الخيرية، التي تقوم على نجدة المستجير، وإيواء المحروم والمظلوم، وفقاً لرؤيتها التي تنطلق من قيم النبل والرحمة، ومبادئ الأخوة المتأصلة في الشعب القطري وحكومته الرشيدة. والراصد لمجريات الأمور يلحظ، أن الجهود التي تبذلها المؤسسات الخيرية القطرية في الخارج، ظلت تستقطب اهتمام المراقبين، باعتبار أن هذه الجهود العظيمة، تترجم الدور المتميز لدولة قطر، في الساحتين الإقليمية والدولية، للمسارعة بتخفيف معاناة المتضررين، من الأزمات والصراعات المختلفة، إذ تميزت المبادرات الإنسانية القطرية، بالتنوع وشملت درء الكوارث، ومحاربة الفقر والبطالة، وتوفير فرص التعليم للأطفال في مناطق النزاعات، والوساطة الدبلوماسية في أكثر من ملف، سعياً لإرساء السلام واستدامة التنمية، حيث تسعى دولة قطر للنهوض بالجهود الإنسانية والإغاثية، عبر منظومة مؤسسية، تقوم على التنسيق بين الجهات الداخلية والخارجية، والهيئات العالمية لتوصيل المساعدات للفئات الأكثر احتياجاً.
copy short url   نسخ
21/11/2017
4902