+ A
A -
- لا تذكر الموتى بسوء.
سألتها:
- ومنذ متى بات قول الصدق ذِكرًا بسوء؟
- اسمع، لا تلعب معي. ثمّة فرق وأنت تعرفه.
- اضربي لي مثلاً عن ذِكري الموتى بسوء. ومن؟
- أنا. أمّك. هي ذي من.
- ها أنتِ ذي تهرفين مجدّدًا. لم أذكركِ البتّة.
قاطعتني وهي تقول:
- البارحة. ذكرتني مرّة أخرى البارحة.
- أتقصدين سردي قصّةَ اختبائي منكِ تحت السرير؟ وأنتِ تنخسينني بالمكنسة لأخرج من تحت السرير لتتمكّني من ضربي ضربًا مبرّحًا؟
- نعم، تلك القصّة.
- فهل كذبتُ؟
- الأمر يكمن في طريقة سردك للقصّة.
- هل كذبتُ أو لمّعتُ القصّة؟
- لم تكذب، ولكنّك صوّرتني في صورة الشرّيرة.
- كنتُ في الثامنة من عمري. كنتِ تنخسين صبيًّا في الثامنة بمكنسة بكلّ ما أوتيتِ من قوّة. كان بوسعك فقءُ عيني.
- ما كنت لأفقأ عينك.
- أيّ جريرة يمكن أن يرتكبها صبيّ في الثامنة من السوء ليستحقّ معاملة كتلك المعاملة؟ أفهميني ولن أقصّ تلك القصّة ثانية.
- كيف لك أن تقول بأنّني كنت لأفقأ عينك؟ أيّ نوع من الأمّهات سيظنّني الناس؟ إنّ لدى الموتى مشاكل تكفيهم.
- أمّاه، أخبريني، هل يجوز للموتى أن يذكروا الموتى بسوء؟
- اذهب. لن أضايقك بعد. أخبر كلّ الناس. قل ما شئت.
- أنا لم أخبر أحدًا بقصّة المكواة أبدًا. ألا يُحتسَب ذلك في صالحي؟
copy short url   نسخ
21/11/2017
4063