+ A
A -
كتبت- نجوى اسماعيل
علق مراقبون لقطاع السفر والسياحة على مقترح للكونغرس الأميركي بإلغاء الإعفاء الضريبي على الشركات الأجنبية التي لا تربط بين بلدها وبين الولايات المتحدة معاهدات حول ضرائب الدخل، بالقول إن هذا القرار الذي تقف وراءه الناقلات الاميركية (دلتا إيرلاينز- أميركان إير لاينز- يونايتد إيرلاينز) يستهدف الناقلات الخليجية بالدرجة الأولى ومن بينها الخطوط الجوية القطرية التي تتوسع بشكل كبير داخل الولايات المتحدة حيث يطالب المقترح، الوارد في ثنايا خطة مجلس الشيوخ لخفض الضرائب، شركات الطيران التي تتخذ من دول أجنبية مقرا لها بدفع الضريبة الأميركية على الشركات إذا كانت الدولة الأم لشركة الطيران لا تربطها معاهدة ضريبة دخل مع الولايات المتحدة أو إذا كانت شركات الطيران الأميركية الكبيرة تشغل ما يقل عن رحلتي وصول ومغادرة أسبوعيا إلى البلد الأصلي لشركة الطيران وبحسب الموقع الإلكتروني لدائرة الإيرادات الداخلية الأميركية فإن دولة قطر لا تربطها معاهدات بخصوص ضرائب الدخل مع الولايات المتحدة.
وقال المراقبون لـ الوطن الاقتصادي إن مشروع القانون الأميركي يجدد المعركة المحمومة بين الخطوط الجوية القطرية والناقلات الاميركية غير القادرة على المنافسة معها حيث من الواضح ان الناقلات الاميركية تقف وراء هذا المقترح مشيرين إلى ان مشروع القانون في حال تم اقراره لن يحدث تأثيراً قوياً على الناقلة الوطنية لأنها تعتبر الأكثر توسعاً في اميركا كما أنه من الصعب على شركات الطيران الاميركية التي تحاربها منذ سنوات لتفوقها عليها منافستها لافتين إلى ان اقرار المقترح قد يؤدي إلى رفع «محدود» محتمل لاسعار التذاكر لبعض الوجهات في أميركا.
في البداية قال أحمد حسين، الخبير السياحي، إن الناقلات الاميركية الحكومية الاتحادية تطالب منذ سنوات بالتدخل فيما ترى أنه منافسة غير عادلة من جانب شركات طيران خليجية كبيرة ومن ضمنها الخطوط القطرية مبيناً أن الهدف الأساسي من مقترح الكونغرس الأميركي هو محاربة الشركات المنافسة لشركات الطيران الأميركية والتي تعتبر الخطوط الجوية القطرية أشد منافسيها وخصوصاً ان هناك محاولات عديدة جرت منذ سنوات ولم تتوقف من أجل وضع قيود أمام القطرية ومنعها من التوسع ومن الاستحواذ على العدد الاكبر من المسافرين.
واشار حسين إلى ان الشركات الاميركية (دلتا ايرلاينز- اميريكان اير لاينز- يونايتد ايرلاينز) غير قادرة على المنافسة مع الخطوط القطرية حتى اذا تم اقرار القانون، والذي قد يؤدي إلى رفع محتمل لاسعار التذاكر لبعض الوجهات في أميركا. لافتا إلى أن المسافر على متن القطرية لن يبدل رحلته أو شركة الطيران التي يسافر عليها من أجل مبلغ اضافي بسيط مضاف إلى التذكرة وخصوصاً مع الامتيازات العديدة التي يحظى بها عند السفر على متن القطرية والخدمات الاستثنائية التي تقدمها وتعدد الوجهات والرحلات المباشرة والتي تعتبر نقطة قوة للقطرية تنافس بها افضل الشركات في العالم.
وقال ان الولايات المتحدة تضم مطارات كثيرة وشركات طيران متعددة وبالتالي فإن هذه الشركات تسعى بكل السبل لأن تتفوق على الشركات الأجنبية ومنها شركات الطيران الخليجية التي باتت تهدد نشاطها، وتعتبر القطرية الاشد توسعاً داخل اميركا حيث تطلق بشكل مستمر رحلات اضافية ومباشرة إلى الولايات الاميركية كما أنها الانشط في عدد الرحلات مما يجعلها الأكثر اقبالاً من قبل المسافرين حول العالم إلى تلك الوجهة، منوَها إلى ان محاربة القطرية من قبل شركات الطيران الاميركية مستمر منذ فترة طويلة غير ان جميع معارك شركات الطيران الاميركية مع «القطرية» فازت بها «القطرية» حيث سبق أن زعمت شركات دلتا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز الاميركية أن ناقلات من ضمنها الخطوط الجوية القطرية تتلقى دعماً حكومياً غير عادل، مطالبة حكومة الولايات المتحدة بوقف العمل باتفاقية الأجواء المفتوحة وسرعان ما فندت «القطرية» هذه الادعاءات مؤكدة أنها «عارية عن الصحة تماماً» لتقرر وزارة الخارجية الأميركية ألا تفرض قيودا على رحلات الخطوط الجوية القطرية في اميركا.
محاربة القطرية
بدوره قلل صالح الطويل، مدير عام مكاتب العالمية للسفر والسياحة، من تأثيرات القرار المحتمل بالغاء الاعفاء الضريبي على الشركات الأجنبية التي لا تربط بين بلدها وبين الولايات المتحدة معاهدات حول ضرائب الدخل مشيرا إلى أن القطرية لديها خطط مرنة للتعامل مع أي تطورات محتملة في هذا الامر خصوصا انها تتمتع بميزة نسبية وهي سيطرتها على حصة سوقية كبرى في اميركا نتيجة جودة خدماتها التي يصعب على منافسيها مجاراتها فيها وأن هذا التوجه مازال مجرد مقترح ولم ير النور حتى الآن وفي حال اقراره فإنه يستهدف ارضاء شركات الطيران الأميركية التي لم تتمكن من الصمود أمام المنافسة مع الخطوط القطرية.
ولفت الطويل إلى أن شركات الطيران الاميركية لا تمتلك ادوات المنافسة القوية مع الخطوط القطرية وذلك بسبب عوامل كثيرة، فالقطرية تتوسع بشكل كبير في الولايات المتحدة وتطلق رحلات متعددة يومية إلى مختلف الوجهات داخل البلد، كما أن مستوى خدماتها وسمعتها العالمية وكل ذلك يلعب دوراً في جعلها الخيار الأول لاغلب المسافرين حول العالم من والى الولايات المتحدة، وبالتالي فان قرار كهذا سيؤثر ولكنه لن يغير المعادلة ابداً بل ستظل القطرية المنافس الأول والمسيطر على السوق الاميركي.
وقال ان من سيناريوهات التعامل مع المشهد الجديد حال تغيرة هو ان تتوسع القطرية اكثر في اميركا وأن تقدم خدماتها إلى مسافرين اكثر، كما أن رفع اسعار التذاكر بشكل بسيط قد يمثل حلاً ذا تأثير محدود، لافتاً إلى أن الامر ما زال في بدايته وهو عبارة عن مقترح فقط ولم يتم اقراره أو الموافقة عليه.
التأثير محدود
من جهته قال ايمن القدوة، مدير عام سفريات الصقر، ان هذا المقترح اذا تم اقراره فإن تأثيرة محدود بسبب عدم وجود شركات اميركية قوية قادرة على ان تنافس الخطوط القطرية منوهاً إلى أن الحكومة الأميركية ستستفيد من رفع الضرائب أو الغاء اعفائها، لكن لن يكون هناك تأثير على المنافسة ضد القطرية وغيرها من الناقلات الخليجية لأنها اكثر تقدماً.
ولفت إلى أن التاثير لن يكون كبيراً لأن شركات الطيران الاميركية غير فعالة في منطقة الشرق الأوسط، فالشركات الخليجية تسيطر على السوق، وفيما يتعلق بداخل السوق الاميركي فان القطرية تتوسع بشكل كبيرة وقد حققت تواجداً مهماً في كافة الولايات الاميركية وهي تطلق رحلات يومية متعددة إلى مختلف الوجهات في اميركا، وبالتالي فان المنافسة شديدة ولن تتمكن شركات الطيران الاميركية من ربح السوق الاميركي أو تحقيق ما تأمل به من اقرار مقترح الغاء الاعفاء الضريبي على الشركات الخليجية، وخصوصاً ان الشركات الاميركية حاولت كثيراً ان تقيد طموح القطرية والشركات الخليجية داخل حدودها ولكنها فشلت.
ولفت إلى ان قطر تقع في موقع عالمي استراتيجي وبالتالي فانها تعتبر نقطة وصل جعلتها محطة ترانزيت عالمية وبالتالي فان امكاناتها لا تقتصر فقط على تفوقها وتطورها بل ايضاً على موقع الدوحة الهام.
السوق الاميركي
وقبل أيام.. أطلقت الخطوط الجوية القطرية إعلاناً تليفزيونياً جديداً وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتسلّط الضوء على حجم مساهمتها في الاقتصاد الأميركي ولتخاطب الشعب الأميركي بأن نجاح الناقلة القطرية هو نجاح مشترك وحصد الإعلان التليفزيوني الجديد أكثر من ثمانية ملايين مشاهدة على قنوات التواصل الاجتماعي للقطرية.
ويبرز هذا الإعلان، الذي تم جمع بياناته بشكل مستقل من خلال جهة استشارية، استثمارات الناقلة القطرية في الاقتصاد الأميركي من خلال شراء 332 طائرة مصنعة في الولايات المتحدة الأميركية بقيمه تقدّر بـ91.8 مليار دولار أميركي. كما تساهم الناقلة الوطنية لدولة قطر بتوفير 123.000 فرصة عمل بشكل مباشر في السوق الأميركية ونقل 3.1 مليون زائر إلى الولايات المتحدة سنوياً مما ساعد في دعم الاقتصاد الأميركي بما مقداره 4 مليارات دولار أميركي إضافية في عام 2016 فقط.
وتتمتع الخطوط الجوية القطرية بعلاقة متينة مع شركائها من الولايات المتحدة الأميركية مثل بوينغ وGE وجلفستريم، حيث ساعدت هذه الشركات الخطوط الجوية القطرية في تقديم خدماتها الراقية الحائزة على جوائز عالمية للمسافرين. وتسيّر الناقلة القطرية أسطولاً حديثاً من الطائرات، حيث تستحوذ الطائرات الأميركية على النسبة الأكبر في الأسطول. وأنفقت الناقلة الوطنية لدولة قطر ما قيمته 6.1 مليار دولار أميركي في عام 2016 على شراء منتجات أميركية.
copy short url   نسخ
21/11/2017
3519