+ A
A -
الدوحة- قنا - تحتضن العاصمة القطرية الدوحة اليوم كوكبة من أبرز قادة العالم المبدعين في مجالات التعليم والتكنولوجيا والريادة الاجتماعية والتنمية العالمية والإعلام والعمل الخيري، وذلك للمشاركة في النسخة الثامنة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز»، المزمع انعقادها خلال الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر وتحمل عنوان «بين التعايش والإبداع: نتعلم كيف نحيا ونعمل معا».
ويستقطب المؤتمر في نسخته الثامنة قرابة 2000 شخص من 100 دولة لحضور هذه القمة العالمية، والتي أصبحت محفلا دوليا رئيسيا يناقش مستقبل التعليم منذ تدشينها في عام 2009، وتسلط نسخة العام الجاري من قمة «وايز»، الضوء على تحديات التعليم في عالم يخيم عليه الاضطرابات والغموض الاقتصادي، وسيكون دور التعليم في العالم محورا أساسيا في النقاشات، حيث ستعقد جلسات تركز على الثقافة الإعلامية، والذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والريادة الاجتماعية، والتفكير عبر التصميم، والتشجيع على تبني خيارات تعليمية صحيحة، وغيرها من القضايا.
كما ستشهد فعاليات المؤتمر إعلان الفائز بجائزة وايز للتعليم لعام 2017، وهي جائزة التميز الأولى من نوعها التي تحتفي بالمساهمات البارزة والرائدة عالميا في مجال التعليم، سواء أكانت فردية أم جماعية لفريق يتألف من 6 أفراد على الأكثر، وستسلم صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، خلال الجلسة الافتتاحية المزمع عقدها يوم 15 نوفمبر، ميدالية ذهبية ومكافأة مالية قيمتها 500 ألف دولار أميركي للفائز.
ويتألف مجتمع «وايز» من أكثر من تسعة آلاف عضو ناشط في 152 بلدا، وهم يبحثون معا عن حلول جديدة للتحديات التي تواجه النظام التعليمي من خلال التشجيع على مواجهة التحديات التي تعترض العالم، لذلك فإن مؤتمر «وايز» أكثر من مجرد قمة سنوية، لأن هدفه الأساسي رفع المستوى التعليمي من خلال عدد كبير ومتزايد من البرامج الدورية السنوية التي أطلقت منذ العام 2009.
كما تسعى «قمة وايز» إلى إبراز دور مؤسسة قطر في تشجيع الشباب على الابتكار في التعليم، وخلال تلك السنوات القليلة الماضية، نجح مؤتمر وايز في تعزيز مكانته كمرجع عالمي في ابتكار أساليب جديدة للتعليم، من خلال تنفيذ باقة من البرامج الرائدة.
ومن هذه البرامج «صوت المتعلمين» الذي تم إطلاقه في دورة المؤتمر لعام 2010، وهدف بشكل رئيسي، إلى تمكين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18
و25 سنة، من تطوير مشروع يعالج قضية ملحة في مجال التعليم، كما عمل على تعزيز قدراتهم وتطوير مهاراتهم، وإكسابهم المعارف اللازمة لفهم كافة جوانب التعليم، ومنحهم فرصة تبادل الآراء والأفكار سعيا لإيجاد حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها القطاع في مختلف أنحاء العالم.
وقد بلغ عدد المشاركين في مجتمع برنامج صوت المتعلمين منذ أول دورة 185 شابا وفتاة من بينهم 100 شاركوا خلال الدورات من الأولى إلى الخامسة، فيما شارك في الدورة السادسة 34 شابا وشابة، والدورة السابعة تم اختيار 26 مشاركا من 25 دولة، أما الدورة الحالية فقد تم اختيار 25 متعلما يمثلون 19 بلدا، وسوف تبدأ هذه المجموعة الجديدة رحلتها في برنامج صوت المتعلمين خلال انعقاد قمة «وايز» 2017 بالدوحة غدا.
وهناك أيضا جائزة «وايز» للتعليم التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي بالدور المحوري الذي يضطلع به التعليم في كافة المجتمعات، وإنشاء منصة للحلول المبتكرة والعملية، التي من شأنها أن تساعد في التغلب على بعض التحديات التي تواجه التعليم في جميع أنحاء العالم.
وقد تم إطلاق جائزة «وايز للتعليم» في عام 2011 بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، وتعد أول وسام شرف من هذا النوع يحتفي بالإنجاز الفردي أو الجماعي لفريق يتكون من ستة أشخاص، كحد أقصى، ممن قدموا إسهامات عالمية متميزة في مجال التعليم.
وتهدف جائزة «وايز للتعليم»، إلى رفع مكانة التعليم من خلال منحه منزلة مرموقة كغيره من المجالات التي تخصص لها جوائز عالمية مثل الأدب، والسلام، والاقتصاد، ويتم الإعلان عن اسم الفائز بجائزة «وايز للتعليم» خلال الجلسة الافتتاحية لقمة وايز التي تنظم مرة كل سنتين، كما ينال الفائز ميدالية ذهبية ومبلغ 500.000 دولار أميركي.
وهذا العام نجحت 6 مشروعات من بين 15 مشروعا في التأهل للتصفيات النهائية، والفضل في ذلك يعود لمقاربتها المبتكرة في التعامل مع التحديات الكبرى التي يواجهها التعليم، وكذلك لما لها من أثر إيجابي على المجتمع، وتمثل هذه المشروعات دول: الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وتنزانيا وفرنسا وإسبانيا.
وهناك أيضا «برنامج وايز لتسريع التطوير»، والذي يختص بدعم وتنمية المبادرات التعليمية المبتكرة التي تتمتع بقابلية عالية لتوسيع نطاق نشاطها وللتأثير الإيجابي، ويقوم البرنامج بإشراك مشرفين وشركاء مؤهلين من أصحاب الخبرة المتخصصة في دعم المشروعات، وضمان تطويرها عبر استراتيجيات فعالة وملموسة. ويفتح البرنامج الباب أمام خمسة مشاريع للانضمام إليه سنويا، وتستفيد هذه المشاريع على امتداد العام من إشراف متخصص للتعامل مع احتياجات محددة، كما يوفر برنامج «وايز لتسريع التطوير» للمشاريع فرصة الظهور على الساحة الدولية، إذ يمثل حلقة وصل تربط المشاريع مع شبكة دولية من شأنها إتاحة الفرص لتبادل المعارف وتحديد الدعم المطلوب من الجهات المانحة والمستثمرين.
وهناك أيضا «عالم التعلم» وهو برنامج تليفزيوني أسبوعي يتناول مجال التعليم، وقد تم تطويره بالتعاون مع قناة «يورونيوز» التي تبثه 16 مرة في الأسبوع بـ11 لغة أمام مستمعين يبلغ عددهم 330 مليون شخص في 155 بلدا، وبدأ بث هذا البرنامج في العام 2010 وهو يتناول موضوعين أو ثلاثة لها علاقة بالتعليم مأخوذة من كافة العالم هدفها المفاجأة والمعرفة والتسلية.
كما تم إنشاء فريق عمل هايتي التابع لوايز في قمة وايز 2010 للمساعدة في إعادة بناء النظام التعليمي في هايتي الذي دمر كليا جراء الزلزال الذي وقع في يناير 2010، ومن خلال عمله الوثيق مع شريكه المحلي، فوكال (مؤسسة المعرفة والحرية)، بقيادة رئيس الوزراء الهايتي السابق ميشيل بيير لويس، يشارك فريق عمل هايتي التابع لوايز في عدة نشاطات تكميلية، بالتعاون مع السلطات العامة.
ويقوم هذا الفريق بدعم أفضل الممارسات المحلية، من خلال طلب تقديم مقترحات ومنح مباشرة لأنشطة المراقبة (الحلقات الدراسية والتدريب الداخلي)، وإنشاء موقع إلكتروني لربط المبادرات المبتكرة المحلية، والمناصرة والوساطة لغرض جمع التبرعات الدولية.
ويهدف هذا التعاون إلى دعم المشاريع التعليمية الناجحة في هايتي وتعزيز تطويرها وتكرارها وتوسيع نطاقها، مع مراعاة السياسات العامة، وقد اختار فريق عمل هايتي التابع لوايز مبادرات من بين 20 مشروعا سيحصل على التمويل لتمكينها من التوسع.
copy short url   نسخ
14/11/2017
17927