+ A
A -
حوار- نجوى إسماعيل
شدد سعيد بن راشد الهاجري، عضو المجلس البلدي المركزي والخبير السياحي المعروف على أهمية الاستعانة بأعضاء من ذوي الخبرة السياحية الطويلة في المجلس الوطني للسياحة المزمع إنشاؤه وذلك للمساهمة في تطوير أداء القطاع، حيث تقضي الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة بتحويل الهيئة العامة للسياحة إلى «المجلس الوطني للسياحة»، والذي سوف يكون مسؤولاً أمام مجلس إدارة يضم ممثلين رفيعي المستوى، ويرأسه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، على أن يتولى مجلس الإدارة الإشراف على التنمية الشاملة في القطاع السياحي، ورصد أداء القطاع السياحي، وضمان تحقيق أكبر قدر ممكن من تضافر الجهود، والتعاون بين القطاعات، بحيث يشرف المجلس الوطني للسياحة بدوره على 3 جهات جديدة، تسند إليها مهمة تطوير المنتجات والتجارب السياحية، والترويج للوجهة على المستوى العالمي، ودعم الشركاء في قطاع المؤتمرات والفعاليات ويهدف تشكيل هذا المجلس إلى حوكمة القطاع السياحي في إطار سعي الدولة إلى تحقيق أهداف المرحلة القادمة على الصعيد السياحي، حيث يؤدي ذلك إلى تنسيق وتعزيز جهود أعضاء القطاع وشركائه الرئيسيين.
ودعا الهاجري في حوار خاص لـ الوطن الاقتصادي، إلى تحويل المجلس الوطني للسياحة إلى وزارة مستقلة للسياحة على غرار الوزارات الأخرى، على رأسها وزير يعنى بكافة شؤونها ويشرف على كافة المشاريع والتطورات في القطاع السياحي الذي لا يقل أهمية عن أي وزارة أخرى لارتباطه الشديد بجهود تنويع الاقتصاد والتنمية، خصوصاً أن قطر تستعد، لأن تدخل مرحلة سياحية مهمة وأن تبرز مكانتها على الخريطة العالمية.
وشدد على أن الحصار فتح أمام قطر فرصاً لزيادة التدفقات السياحية الواردة إليها، معززاً ارتباطها بالعالم عبر الانفتاح على دول جديدة بدلاً من التركيز على السوق الخليجي فقط، منوّهاً إلى أن فتح التأشيرات لـ80 دولة بدأ يؤتي ثماره، حيث ترتفع نسبة الحجوزات في سفريات علي بن علي التي يتولى إدارتها، منذ بداية الموسم الحالي، لافتاً إلى أن شهر ديسمبر سيشهد الإقبال الأعلى لكونه موسم أعياد يأتي في ظل التسهيلات والعروض الجديدة للسياح، متحدثاً في الجانب الآخر، عن أهمية تطوير المرافق السياحية في قطر بالتوازي مع القرارات الانفتاحية الأخيرة، حيث تتوفر في البلاد مقومات نادرة كالشواطئ والصحراء والبنى التحتية والفنادق المتنوعة وغيرها، مما يجعل قطر مؤهلة، لأن تكون وجهة سياحية عالمية بارزة.. وفيما يلي التفاصيل..


لنبدأ من قرار مجلس الوزراء الأخير بالموافقة على تشكيل المجلس الوطني للسياحة، ما مدى أهمية هذا القرار وانعكاسه على مستقبل السياحة في قطر؟
- إن تشكيل المجلس الوطني للسياحة برئاسة رئيس الوزراء هو خطوة إيجابية ومهمة وداعمة للسياحة في دولة قطر، فقطر اليوم أصبحت مهيأة لتكون بلداً سياحياً يستقبل ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، حيث تتمتع ببنى تحتية متطورة وخدمات عالية، وتعتبر الخطوط الجوية القطرية اليوم من أهم شركات الطيران في العالم، إضافة إلى مطار حمد الدولي الحائز على جوائز عالمية أكسبته سمعة عالمية مهمة، كما تمتلك قطر مرافق سياحية مهمة مثل المجمعات التجارية التي توفر فرصة التسوق المتنوع، الفنادق من الفئات الفاخرة والمطلة على البحر، المتاحف والمرافق التراثية مثل سوق واقف وكتارا، كذلك البحر والشواطئ والصحراء، كلها مقومات استغلالها سيجعل السياحة في قطر تساهم بشكل أكبر في الاقتصاد المحلي، حيث يعتبر هذا القطاع ذا أهمية عالية وتعتمد عليه مدن عالمية سياحية كالمساهم الأكبر في اقتصادها.
هل تتوقع أن يمهد إقامة المجلس الوطني لإنشاء وزارة للسياحة في قطر؟
- هذا وارد بالتأكيد ولعلها فرصة جيدة، لأن أدعو لتحويل المجلس الوطني للسياحة بعد إنشائه إلى وزارة مستقلة للسياحة على غرار الوزارات الأخرى، على رأسها وزير يعنى بكافة شؤونها ويشرف على كافة المشاريع والتطورات في المجال السياحي الذي لا يقل أهمية عن أي وزارة أخرى لارتباطه الشديد بالاقتصاد ومساهمته في رفع الدخل، خصوصاً أن قطر تستعد لأن تدخل مرحلة سياحة مهمة وأن تبرز مكانتها على الخريطة العالمية.
ما انطباعاتك حول بنود الاستراتيجية الوطنية الجديدة التي تم إطلاقها في يوم السياحة العالمي مؤخراً؟
- تركز بنود الاستراتيجية على السياحة المحلية بشكل أساسي، وهذا الأمر كان مطلباً دائماً لكل العاملين بالسياحة في قطر، حيث تتوفر في هذا البلد الكثير من المقومات التي تنتظر من يستغلها ويقدرها، والبنود ركزت على مكامن القوة في السياحة القطرية والتي يمكن أن تجعلها فريدة بين دول المنطقة، فالاهتمام بسياحة المنتجعات، والاستجمام والمغامرات والتراث والمحميات البيئية وغيرها، وتطويرها عبر إقامة مشاريع متنوعة فيها، كل ذلك سيسهم في إحداث تقدم ملحوظ وتقديم منتجات سياحية جديدة ومميزة.
الاستثمار السياحي
طرحت الهيئة العامة للسياحة فرصاً للاستثمار أمام القطاع الخاص في تطوير المشاريع السياحية المتنوعة في مختلف مناطق قطر، برأيك هل مازال الاستثمار السياحي يشكل مغامرة في قطر؟
- يعتبر تشكيل المجلس الوطني للسياحة برئاسة مجلس الوزراء يعتبر أكبر داعم للمشاريع السياحية الكبرى التي ستقام في قطر، حيث يعتبر مظلة لكافة تلك المشاريع، مما سيسهم في التشجيع أكثر على الخوض في هذا المجال، وأتمنى أن يكون أعضاء هذا المجلس من ذوي الخبرة السياحية الطويلة والعاملين في المجال السياحي كأصحاب الفنادق أو المنشآت السياحية، أو مدراء شركات طيران ومكاتب سياحة وغيرها، كما يمكن الاستعانة بخبراء أجانب من دول أوروبية أو أي مكان حول العالم، لأننا نحتاج أصحاب الخبرة كوننا نخطو خطواتنا الأولى نحو السياحة العالمية، فهدفنا هو جذب السياح من كل بقاع الأرض، لدينا كل المقومات ونحتاج إلى خبرات عالية.
تتمتع قطر بمقومات طبيعية نادرة مثل تجاور الصحراء والبحر، ورغم ذلك فهي تفتقد المنشآت السياحية اللازمة، ما تعليقك؟
- بالتأكيد هناك إهمال لمثل هذه المواقع التي تنفرد بها قطر ليس على صعيد المنطقة فحسب، بل عالمياً أيضاً، فمنطقة سيلين على سبيل المثال تعتبر مركزاً جاذباً للسياح الأجانب بشكل خاص، لأنهم يفتقدون هذا النوع من المواقع، وكذلك الصحراء التي نملك والتي يمكن أن نستغلها مثلاً بإنشاء فنادق في الداخل بحيث تحيط الصحراء بها من كل حدب وصوب وبعيداً عن كل مظاهر الحضارة والتطور، السائح الأجنبي اليوم يبحث عن هذه الأجواء التي يفتقدها في بلده وفي مدن متطورة حول العالم، لدينا العمران والأبراج والتطور دون شك ولكن علينا أن نركز أكثر على ما ننفرد به والذي منحتنا إياه الطبيعة، برأيي، أن تطوير هذا النوع من المنتجات سوف يجذب ملايين السياح إلى قطر ليستمتعوا بتجارب تعجز اشهر مدن السياحة بالعالم عن توفيرها لهم، ولا يمكن أن نعتبر أن تكلفة هذه المشاريع مبرر لعدم إقامتها، فأرض الصحراء رخيصة وتكلفة إنشاء مرافق عليها أقل من أي فندق داخل الدوحة.
وإضافة إلى الصحراء، فهناك أيضاً إمكانية لإقامة المزيد من المنشآت البحرية، مثل الجزر الصناعية وتطوير الجزر الطبيعية، اليوم لدينا أعداد قليلة جداً من هذه المنتجات، مثل جزيرة البنانا والتي تخدم شريحة معينة من السياح، بينما يفترض أن يتم توفير خيارات متنوعة من أجل استقطاب الجميع.
هل تعتقد أن مستويات السعرية للمنتج السياحة مقبولة في السوق المحلي؟
- على أعضاء المجلس الوطني للسياحة تحديد آلية سعرية للمنتجات السياحية المحلية لتقديم خيارات تناسب كافة الشرائح، فهناك سائح ينفق بشكل مقتصد وآخر يدفع أكثر، لا بد من توفير كافة الخيارات سواء في الإقامة، المطاعم، المواصلات وغيرها.
هل تعتقد أن تطوير السياحة المحلية سيشجع هذه الأسر على البقاء في قطر خلال الإجازة؟
- السفر خيار طبيعي لأي مواطن حول العالم، فمن الطبيعي أن تسافر الأسر القطرية خلال إجازتها إلى دول الخارج، لكن برأيي تطوير السياحة المحلية سيدفع إلى تخفيض مدة السفر فبدلاً من قضاء 3 شهور يمكن أن تكتفي الأسر بشهر واحد، وتمضي الفترة المتبقية في قطر مع توفر خيارات ترفيهية متنوعة لهم داخل بلدهم.
تبعات الحصار
الحصار المفروض على قطر منذ أشهر، ما تبعاته على القطاع السياحي داخل البلد؟
- الحصار دفعنا إلى فتح صفحة جديدة على العالم، كان تركيزنا فقط على دول الجوار وكيفية استقطاب الزوار منها، بينما اليوم أصبح اهتمامنا أوسع، وارتباطنا بالعالم أكبر من خلال فتح التأشيرات لـ80 دولة حول العالم، الحصار دفعنا لأن ننطلق من حيز مكاني صغير يقتصر على دول الخليج إلى العالم الواسع عبر قرارات انفتاح سياحي.
لا شك أن الحصار أثر مادياً على مكاتب السياحة بقطر، خصوصاً لجهة العمرة والحج، ولكن تم تعويض ذلك بشكل سريع عبر فتح وجهات جديدة، فنحن اليوم نستقبل وفوداً سياحية من دول جديدة، حيث استقبلنا العديد من هذه الوفود منذ بداية الموسم الشتوي الحالي، ولدينا علاقات جديدة ومهمة مع وكلاء السياحة في دول تصدر ملايين السياح حول العالم، نحن متفائلون بالمستقبل، لأننا بدأنا نلمس النتائج منذ اليوم، والحصار إن كان تأثيره في البداية، إلا أن تبعاته تنجلى وتختفي بشكل تام.
عوامل عديدة ساهمت في شهرة قطر عالمياً بشكل أكبر ومتزايد، كيف ترى انعكاس ذلك على السياحة وأعداد الزوار؟
- لا شك أن قطر اليوم أصبحت معروفة أكثر وذات سمعة عالمية مهمة، بسبب المونديال الذي ستستضيفه في 2022، أو بسبب الحصار الذي رغم كل شيء ساهم في تعريف العالم أكثر بقطر، وأصبح لاسم قطر أبعاداً مهمة، الحصار أثر إيجابياً وساهم في شهرتنا، والمونديال دفعنا إلى تطوير مرافقنا وتحسينها، حيث تم الانتهاء من العديد منها ويجري العمل على الجزء المتبقي، وذلك لتلبي هذه المرافق طموحات هذا المونديال الذي سيترك آثاراً كبيرة على القطاع السياحي بعد انتهائه.
الترويج السياحي
كيف تصف تعاونكم مع الهيئة العامة للسياحة؟
- هيئة السياحة تبذل جهوداً للترويج للسياحة المحلية في قطر وتشارك في المعارض العالمية، وهذا إيجابي ولكنني أتوقع أن يقوم المجلس الوطني للسياحة الجديد بدور أكبر وأكثر فعالية، يجب أن يكون هناك تأثير أكبر لخبراء ومختصين بالسياحة يعملون جنباً إلى جنب مع هيئة السياحة من أجل أن يكون مردود أي حملات ترويجية أو جهود أكبر وأكثر تأثيراً.
شاركتم في معرض السفر العالمي الأخير في لندن، ما أبرز نتائج المشاركة؟
- ركزنا خلال تواجدنا في معرض السفر العالمي هذا العام على السياحة البحرية بشكل خاص، مثل الفنادق من الفئات الفاخرة وغيرها، حيث كنا نستهدف شرائح معينة من السياح، لكن لذلك لا يعني أن خطتنا المقبلة تركز فقط على هذه الشرائح، بل مع توفير الخيارات الأوسع سنتوسع نحن أيضاً لتطال حملتنا كافة السياح.
كسفريات علي بن علي، ما دوركم في الترويج للسياحة في قطر؟
- لدينا خطة عمل سياحية نسير وفقها بشكل دائم، حيث نهتم بتطوير برامج سياحية تسهم في تعريف السائح الأجنبي على أهم مقومات البلد السياحية، ونركز على توفير البرامج المتكاملة والشاملة والخدمات العالية التي توفر تجربة ممتازة تدفع السائح، لأن يعود إلى قطر من جديد، لأن الخدمة اليوم تعتبر الأساس، وأن تسهيل إجراءات تأشيرات الدخول يعتبر تسهيلاً لعملنا ونحن نكمل هذه الجهود عبر توفير البرامج الغنية والسلسة أيضاً.
- سفريات علي بن علي تسعى لخدمة السائح القادم إلى قطر وأيضاً المواطن والمقيم الذي يسافر للخارج، حيث نوفر كافة الخدمات المطلوبة بأعلى المستويات، واليوم نستعد لموسم شتوي غني بدأ من شهر نوفمبر ويبلغ أوجه في شهر ديسمبر موسم الأعياد، حيث نتوقع أن تشهد مكاتبنا نمواً قياسياً في الحجوزات.
copy short url   نسخ
14/11/2017
2959