+ A
A -
نشر المغرد السعودي الشهير، «مجتهد»، أمس، تغريدةً من حساب «معتقلي الرأي»، قال فيها إن الإعلامي السعودي أحمد الشقيري واحدٌ من كثيرين طالهم قرار المنع من السفر خارج المملكة. وكان قرار منع الشقيري صادماً لكثيرين، لأنه بحسب قولهم «لا دخل له بالسياسة»، وهو رجل خلوق، لا يحدث مشكلات. ومن المتوقع أن تنتشر القائمة كاملة قريباً، ولم يتم التلميح إلى الأسماء أو إلى خلفياتها، هل هي دينية أم إعلامية أيضاً.
ونوّه «مجتهد» أيضاً، إلى أنَّ منع السفر سوف يطال شركات تجارية، أمر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالحصول على كشف مالي منها، على مدى السنوات الـ7 الماضية، حتى إنه فرض على أصحابها منع السفر ساري المفعول، حتى يسلّموا الكشوفات، بهدف فرض ضرائب عليها. وبالعودة إلى صفحة الإعلامي أحمد الشقيري، المعروف ببرنامجه «خواطر»، كان آخر ما نشره قبل قرابة شهر، محتفياً بالعيد الوطني السعودي.
وحالياً تجري داخل السجون السعودية، بحسب ما أشار مجتهد، مساومة بين السلطات وعدد من المعتقلين، بهدف الإفراج عنهم لاحقاً.
ولكن، بحسب «مجتهد» للحرية ثمنها، فرضته السلطات على عدد من علماء الدين والدعاة المعتقلين، دون تحديد أسمائهم، وهو أن «يشهدوا علناً ضد بقية المعتقلين، وأن يعلنوا أنهم أخذوا في وقت سابق دعماً من قطر».
ويبدو أنَّ ذلك سيكون ضمن خطوة تصعيدية من قبل المملكة ضد قطر، للدفع بالمزيد من الاتهامات بتمويل قطر للإرهاب، وتعقيد الأزمة الخليجية. وكان قد ألمح إليها أيضاً أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء 24 أكتوبر.
يأتي ذلك بعد أيام من فرض منع السفر على أفراد عائلة الداعية سلمان العودة، المعتقل لدى السلطات منذ أكثر من شهر.
ومنذ التاسع من سبتمبر الماضي شن جهاز أمن الدولة السعودي حملته باعتقال عدد من أشهر الدعاة والخبراء، بدأت بالداعية الشهير سلمان العودة، ثم الشيخ عوض القرني، فالدكتور علي العمري، والخبير الاقتصادي عصام الزامل، لتتوسع الحملة وتشمل بعدها العشرات من الدعاة والنشطاء والمفكرين وأصحاب الرأي وإعلاميين وقضاة، ووصلت حد اعتقال مسؤولين كبار في وزارة العدل.
وككرة الثلج التي تكبر يوما بعد يوم، تتوسع «أكبر موجة اعتقالات تشهدها السعودية»، وفقا لوصف صحيفة غارديان البريطانية. وبغياب أي إحصائية توثق عددهم، يؤكد ناشطون أن عدد المعتقلين تجاوز المائة.
كما أغلقت السلطات السعودية قناة فور شباب التي يديرها الدكتور علي العمري، وأفرجت عن معتقلين بعد تعهدهم بعدم الكتابة أو الحديث في الشأن العام.
أمن الدولة
وبدا للمراقبين أن جهاز أمن الدولة- أحدث جهاز أمني في السعودية- يكرس مرحلة غير مسبوقة لتحويل السعودية إلى ما وصفها نشطاء بـ«مملكة الصمت».
ومنظمات حقوقية دولية وجهت انتقادات لحملة الاعتقالات، واعتبرت مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش سارة ليا ويتسن أن لهذه الاعتقالات دوافع سياسية، وأنها «علامة أخرى على أن محمد بن سلمان غير مهتم بتحسين سجل بلاده في حرية التعبير وسيادة القانون، وستضيع الجهود التي يبذلها السعوديون لمعالجة التطرف هباء إن بقيت الحكومة تسجن كل شخص بسبب وجهة نظره السياسية».
كما وصفت مديرة حملات منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط سماح حديد اعتقال نشطاء في حقوق الإنسان بأنه يؤكد إصرار القيادة الجديدة لولي العهد محمد بن سلمان «على سحق حقوق الإنسان في السعودية»، وقالت إنه بدل التفاعل مع الناشطين بشأن حقوق الإنسان تجري ملاحقتهم واحدا بعد الآخر.
copy short url   نسخ
27/10/2017
1696