+ A
A -
الدوحة قنا/ تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت بالدوحة اليوم، أعمال مؤتمر الدوحة الرابع عشر لحوار الأديان، وذلك تحت عنوان: (الأديان وخطاب الكراهية بين الممارسة والنصوص)، بمشاركة نحو 300 من علماء وقادة دينيين وباحثين وأكاديميين وإعلاميين ومهتمين من 70 دولة حول العالم، إضافة إلى المشاركين من دولة قطر.

وقال سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، في افتتاح المؤتمر، إن دولة قطر تؤمن أن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان من خلال التعاون مع أخيه الإنسان لبناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق.

ومن هذا المنطلق، أوضح سعادته، أن هذا المؤتمر يأتي استكمالًا لسلسلة من المؤتمرات السابقة، للتأكيد على هذا المبدأ، وهذه السياسة التي تهدف لتعزيز ثقافة الحوار، والتي من أهمها حوار الأديان.

وأكد أن دولة قطر تؤمن بأن لا سبيل للتعايش والتعاون بين الأفراد والجماعات و الدول إلا من خلال الحوار البناء المنطلق من الاعتراف بالآخر واحترام ثقافته ومعتقداته ومقدساته.

وشدد على أن "التصدي لخطاب الكراهية بات قضية كبرى، لن تقوم بها تشريعات دولية فحسب، ولن تكبح جماح آثارها المدمرة على عالمنا نصوص ومواعظ دينية فقط، وإنما تحتاج إلى عمل جاد، تتضافر فيه كل تلك الجهود، وتشاركها في تلك المسؤولية القيادات الدينية والمؤسسات المدنية، فيلتقي كل من التوعية والإيمان، مع التشريعات والقوانين، في قلوب وعقول، تدرك أن الخطاب المعتدل والحوار الجاد الهادئ والهادف هو السبيل الأوحد للوصول بعالمنا إلى السلام المنشود الذي ننشده جميعًا وسط هذا الكم المخيف من أمواج الكراهية والصراعات".

وفي هذا الصدد، أضاف سعادته قائلًا: "بات لزامًا علينا جميعًا خاصة في مثل هذه المؤتمرات الدولية، بعد المناقشات الجادة والدراسات العميقة التي نتوقعها من جميع القادة الدينيين والعلماء والمفكرين الحاضرين في هذا المؤتمر، أن نخرج بمقترحات ومبادرات واقعية، يمكن لنا من خلالها التصدي لكافة أشكال خطاب الكراهية، من الناحية الدينية والفكرية وأيضًا القانونية، وبيان خطرها على أمن واستقرار مجتمعاتنا، التي نأمل أن يعيش كل إنسان فيها حياة كريمة آمنة حرة، أيًا كان دينه أو جنسه أو لونه".

وقال إن الدين كله رحمة، وجميع رسالات الأنبياء تأسست على بناء السلام بين الإنسان وربه، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وأضاف: "لذلك فإن السلام الذي ينشده عالمنا اليوم، يتمثل في إبراز المبادئ والقيم الدينية والإنسانية التي تضمن الحفاظ على النفوس والأرواح، ونبذ العنف والتخلي عن نعرات التعصب وخطاب الكراهية والطائفية المقيتة، كما يتمثل في الإحساس القوي بالانتماء إلى لحمة المجتمع الإنساني ككل".

وأعرب سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، عن شكر دولة قطر للحاضرين على تواجدهم في هذا المؤتمر، مؤكدًا ثقته في أن النتائج التي سيسفر عنها هذا المؤتمر ستكون إيجابية ومثمرة، كما أكد على ضرورة دراسة الكيفية المثلى لمتابعة تنفيذ التوصيات التي ستصدر، ليتحقق الهدف والغاية المرجوة منه.

ورحب سعادته، بالمشاركين في افتتاح جلسات المؤتمر، وتمنى أن يتحقق من خلال هذا المؤتمر الهدف السامي في تلاقي أهل الإيمان والمختصين لفتح آفاق الحوار ورؤى التفاهم، ليعم السلام والمحبة بين بني البشر على اختلاف أديانهم وأجناسهم وثقافاتهم. ويناقش المؤتمر الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، على مدى يومين، ثلاثة محاور أساسية يتعلق الأول بخطاب الكراهية من حيث مفهومه وأسبابه ودوافعه، حيث سيتم التركيز في هذا المحور على مناقشة الخطاب الديني المتطرف، ودوره في انتشار خطاب الكراهية، والفهم الخاطئ للدين، وسبل تعزيز الخطاب المعتدل، بالإضافة إلى مسألة تصاعد وانتشار الخطابات المتطرفة لبعض رجال الدين والقيادات السياسية، وأثر ذلك على تحقق السلام العالمي.

وفي المحور الثاني الذي يحمل عنوان (أنماط وأشكال خطاب الكراهية) يناقش المشاركون خطورة انتشار صور خطاب الكراهية، والتحريض على العنف والإرهاب، والتوظيف السياسي لخطاب الكراهية وتداعيات انتشار هذا الخطاب على التعايش السلمي، ودوره في تفشي العنصرية، وأثر ذلك تحديدًا على اللاجئين والأقليات الدينية وعلى المرأة. ويتعلق المحور الثالث بسبل مواجهة خطاب الكراهية، حيث يتناول المشاركون (دور القيادات والمؤسسات الدينية والإعلامية في مناهضة خطاب الكراهية) و(مسؤولية علماء الدين ودور العبادة في التوعية بضرورة احترام الأديان)، و(تأثير الإعلام في الحد من خطاب الكراهية)، و(القيم الدينية والأخلاقية ودورها في مواجهة خطاب الكراهية)، و(ثقافة السلام والتعايش واحترام التنوع الثقافي والديني).

كما يناقش المشاركون ضمن المحور الثالث، موضوع القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بتجريم خطاب الكراهية، حيث سيتم بيان حدود تطبيق حرية التعبير ومجالات حمايتها في القانون الدولي الإنساني، ودور الأطر التشريعية الدينية والقانونية في مواجهته، إضافة إلى دور المؤسسات التعليمية والتربوية وكذلك الثقافة والفنون في التصدي لهذا الخطاب، وتعزيز احترام التنوع وقبول التعددية والفهم الإنساني للآخر.

copy short url   نسخ
24/05/2022
287