+ A
A -
القاهرة /قنا/ أجمع ناشرون عرب على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب على أن صناعة النشر تأثرت بشكل كبير وشهدت تراجعا ملحوظا، جراء جائحة كورنا التي ضربت بلدان العالم وأثرت بشكل كبير على أوجه الحياة الاقتصادية. وأشاروا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية/قنا/ إلى ضرورة تكاتف وتعاون دور النشر مع بعضها البعض من جهة، ومع الدول والحكومات من جهة أخرى لضمان استمرار صناعة الكتاب التي تعد الوسيلة الأولى لتلقي العلم والمعرفة، مشددين على أهمية دور معارض الكتاب الدولية في الإبقاء على صناعة النشر وإعادة رونقها من جديد، خاصة في الوقت الحالي. وقال السيد إسماعيل رجب مدير عام إدارة اللجان العلمية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، إن صناعة الكتاب وطباعته تأثرت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا، خاصة عندما بدأ القراء يلجأون إلى الكتاب الإليكتروني، مضيفا أنه في الوقت الذي عانت فيه عملية الطباعة أثناء الجائحة، فإن عمليات شراء الكتب الإليكترونية شهدت رواجا كبيرا، خاصة في فترات الإغلاق والحظر التي لجأت إليها الدول والحكومات للحد من انتشار الجائحة. ونوه إلى أن استمرار عملية صناعة النشر مرهون بما يقدمه الناشر من محتوى للقارئ، مؤكدا ضرورة تناول الموضوعات المعاصرة التي يقبل عليها القراء بشكل كبير، بالمقارنة مع كتب التراث، لافتا إلى أن فكرة إقامة المعارض تقوم على هدف الإبقاء على صناعة النشر، حيث تضم المعارض الدولية للكتاب أعدادا كبيرة من دور النشر التي تسعى لوجود سوق لها ولإصداراتها بين رواد المعارض. ومن جانبها، أكدت السيدة نائلة الخليفي رئيسة مصلحة التشجيع على الإبداع بالإدارة العام للكتاب بوزارة الشؤون الثقافية التونسية، "أن جائحة كورونا أثرت سلبا على صناعة الكتاب في العالم العربي بشكل كبير، لافتة إلى أن هناك جهودا من قبل الدول والحكومات لدعم تلك الصناعة حتى تتعافى من الآثار السلبية للجائحة". ودعت إلى ضرورة استحداث جوائز لتشجيع الإنتاج الفكري والثقافي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الناشرين يعيشون العديد من الصعوبات خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، معربة عن أملها في استمرار صناعة النشر وإنتاج الكتاب، باعتبار أن الكتاب هو خير سفير لنقل الثقافات وتبادل الخبرات وتحصيل المعرفة. وعبرت الخليفي عن تخوفها من مستقبل ضبابي ومظلم قد يواجه عملية إنتاج الكتاب بسبب العزوف الذي تجده بعض دور النشر عند قرائها بسبب تردي الحالة الاقتصادية، منوهة إلى أن المعارض الدولية الخاصة بالكتاب لها دور كبير في استمرار صناعة النشر والترويج للكتاب، كما أن المعارض تعد أماكن التقاء بين الناشر والقراء. من جهته، قال السيد بكر زيدان مسؤول دار الشامل للنشر والتوزيع من فلسطين " إنه عندما ألقت جائحة كورونا بظلالها على العالم فقد أثرت على عديد من الصناعات، ومنها صناعة النشر، الأمر الذي حدّ من استمرار إنتاج الكتاب خاصة في ظل بدايات الجائحة". وأضاف أنه رغم الجائحة، فإن الناشرين ما زالوا ينبضون بالحياة ويستمرون في إنتاج الكتاب، على الرغم من انخفاض حركة النشر بنسبة كبيرة، مؤكدا أن المعارض الدولية للكتاب لها أهمية كبيرة في استمرار حركة النشر من خلال تحفيز القراء على زيارة دور الكتب والنشر، الأمر الذي يسهم بدوره في دعم مسيرة الإنتاج الثقافي والعلمي والفكري. وفي نفس الاتجاه، أكدت السيدة نسرين الحسيني مسؤول دار سامر للنشر من لبنان، أن جائحة كورونا أثرت اقتصاديا على العالم كله، وصارت صناعة الكتاب مسألة صعبة، في ظل ارتفاع تكاليف تلك الصناعة، مشيرة إلى أنه رغم ما تمر به صناعة النشر من تحديات، إلا أن التكنولوجيا سهلت كثيرا من عملية التوزيع لدى الناشرين، حيث لجأ العديد من الناشرين إلى تسويق المنتجات عبر المواقع الإليكترونية والتطبيقات المختلفة، ضمانا لتوفير النفقات، خاصة في ظل ما شهدته عملية التسويق الإلكتروني من رواج كبير مع بداية جائحة كورونا. وشددت على ضرورة أن يصر الناشرون على مواجهة كورونا باتخاذ إجراءات ملزمة لضمان استمرار إنتاج المحتوى والكتب، ومن أبرزها الحرص على المشاركة في المعارض الدولية وتشجيع المستهلكين على الشراء من خلال العروض الخاصة، فضلا عن البحث عن وسائل بديلة لتقليل النفقات التي تتطلبها عملية إنتاج الكتاب.
copy short url   نسخ
29/01/2022
653