+ A
A -
حوار | محمد عبد العزيز

وراء كل استاد من استادات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر قصة تصميم ، تجسيد الترابط بين الثقافة والتراث والرياضة في مبن واحد يعبر عن هوية حضارية تستوعب جميع أطياف البشر وأذواقهم ، ومن بين ثمان ملاعب مبهرة شيدتها قطر على مدار السنوات الماضية ، يروي لنا المهندس إبراهيم الجيدة ، المعماري القطري البارز ، قصة استاد الثمامة من الفكرة للتنفيذ ، ومن الهوية إلى العالمية.

المهندس إبراهيم الجيدة وضع بصمته المعمارية على مبان لفتت أنظار المواطن والمقيم والزائر في قطر، فأينما تذهب وتجد تحفة معمارية تدهشك فهي بالطبع بتوقيع م.الجيدة ، أحد أبرز المعماريين في المنطقة والعالم، صاحب نظرية التمسك بالطراز المعماري والحفاظ على الهوية من عمق التاريخ إلى منتهى التكنولوجيا والتصاميم الإبداعية. في حوار م.الجيدة لـ الوطن يتحدث عن نشأته التي كونت شخصيته المعمارية البارزة، مروراً بالتغيرات والتطورات التي شهدتها قطر خلال العقود الماضية، وصولاً إلى ذروة الطفرة المعمارية، التي اعتبرها فرصة لكل المهندسين والمهندسات القطريات، واصفاً إياها بـ«العصر الذهبي» للهندسة في قطر، وكاشفاً عن كواليس تصميم استاد الثمامة، أحدث وأبرز ملاعب كأس العالم 2022 في قطر، وأبرز المشاريع القادمة التي تحمل توقيعه وبصمته، وفي السطور التالية نص الحوار..

في البداية حدثنا عن نشأتك وبداية مشوارك المهني؟

طفولتي كانت في منطقة الجسرة، وهو موقع سوق واقف حالياً، وقد أثرت تأثيرا كبيرا على نشأتي، خاصة وأنا أحب العمارة التقليدية والتخطيط والتصميمات الحضرية القديمة، واستفدت كثيرا من نشأتي هناك، وذلك في ستينات القرن الماضي، بداية الطفرة العمرانية الحديثة آنذاك، حيث كان يوجد فقط مبنى الديوان الأميري على الكورنيش، وبرج الساعة أيضاً، وبدأت تظهر العناصر المعمارية الحديثة. تعلمت في مدارس قطر، ثم سافرت للولايات المتحدة الأميركية للحصول على شهادة التوجيهي «الثانوية العامة»، ثم دخلت كلية الهندسة في الولايات المتحدة وتخرجت عام 1988م، بعد عودتي من دراسة الهندسة عملت في وزارة الشؤون البلدية والزراعة آنذاك، بالقسم المعماري، لمدة 3 سنوات، وسمحت لي الفرصة بشراء المكتب العربي للشؤون الهندسية عام 1990م، الذي يعتبر أقدم مكتب هندسي تأسس في قطر عام 1966، وكان مقره الأول في منطقة رأس بوعبود، وبدأت العمل بفريق مكون من 7 أشخاص، ومقره الحالي في منطقة المنتزه بالدوحة، بطاقة بشرية حوالي 600 شخص، وأصبح لدينا أفرع في قطر وعمان وماليزيا ودول أخرى..

ماهي أبرز المشاريع التي قمت بتصميمها في قطر؟

 قمت بتصميم العديد من المشاريع في قطر منها مبنى وزارة الداخلية الحالي بالتعاون مع المكتب الهندسي الخاص، ومعهد الشقب وصورته على العملة الورقية فئة 100 ريال قطري، والنادي الديبلوماسي، وبرج برزان الذي يعد أول برج من تصميمي وكان تحديا بالنسبة لي ونقطة تحول، لأنه يدمج بين التراث المعماري والحديث ودمج الزجاج مع الأحجار، كذلك فندق ومنتجع شرق، وبلدية الريان، وبلدية الظعاين، وعدة فنادق مهمة، وخارج قطر توجد مشاريع في السودان واليمن وقبرص وماليزيا ولبنان وعمان ودول أخرى.

لماذا " القحفية " ؟

استاد الثمامة طرح من خلال مسابقة عالمية، وكان من أهم المتطلبات أن يعكس الهوية القطرية والتراث، فجاءت فكرة «القحفية»، وكانت المنافسة بين أهم معماريين في العالم، ومن ضمنها مكاتب إنجليزية وإسبانية ولاتينية، وبعضهم كانت لهم مشاريع سابقة ضمن ملاعب كأس العالم 2022. التحدي بالنسبة لنا هو تحويل القحفية «غطاء الرأس التقليدي الأبيض، من معالم الزي الإسلامي والخليجي من خيوط القطن أو الصوف ويسمى أيضاً بالطاقية» إلى تصميم لأحد ملاعب كأس العالم في قطر 2022، ولم تكن هناك بدائل للتصميم الذي سخرنا فيه كل طاقتنا لتنفيذه بالشكل الذي هو عليه الآن.

ماهي مميزات ملاعب كأس العالم 2022 من وجهة نظرك؟

مشاريع كأس العالم في قطر يمكن أن تتحول لمزارات سياحية، لأنها تعتبر من أرقى وأفضل الملاعب على مستوى العالم، من ناحية التقنيات الحديثة الموجودة، لاسيما تبريد الملاعب الذي انفردت به قطر. أما في استاد الثمامة، فقد تمت الاستعانة بحوالي 20 مهندسا استشاريا من حول العالم كلٌ في تخصصه، تحت إدارة المكتب العربي للشؤون الهندسية، وكان لنا شرف عظيم أن يكون مكتب هندسي قطري يتحول لورشة عمل يشارك فيها كل هؤلاء الاستشاريين من العالم، لإنتاج مشروع هام مثل استاد الثمامة.

copy short url   نسخ
21/10/2021
1112