+ A
A -
الدوحة /قنا/ احتفلت اللجنة الدائمة للسكان باليوم القطري للسكان تحت شعار "متابعة تنفيذ السياسة السكانية للدولة في ظل جائحة كورونا" بمشاركة أعضاء اللجنة، ورؤساء وأعضاء مجموعات العمل المكلفة بمتابعة تنفيذ برنامج عمل السياسة السكانية، وممثل عن صندوق الأمم المتحدة للسكان، إضافة إلى عدد من الخبراء والمتخصصين في قضايا السكان والتركيبة السكانية. وأكد سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت، رئيس جهاز التخطيط والإحصاء ورئيس اللجنة الدائمة للسكان أن نتائج المرحلة الرابعة الممتدة من (نوفمبر 2020 إلى أكتوبر 2021) من مراحل متابعة تنفيذ برنامج عمل السياسة السكانية حققت عددا من الإنجازات والمكتسبات الهامة في المحاور الستة لهذه السياسة، تمثلت بتنفيذ العديد من الإجراءات ذات الصلة، وبتقدم ملموس في تحقيق الأهداف، من أبرزها العائد الديموغرافي الناتج عن التغير في الهيكل العمري لسكان الدولة، والذي تجلى بعدد من المؤشرات، منها ارتفاع معدل المشاركة في قوة العمل، حيث بلغ 88.2 بالمائة عام 2020، وهو من أعلى المعدلات في العالم. وانخفاض معدل البطالة الذي لم يتجاوز الـ0.1 بالمائة عام 2020. وكذلك انخفاض نسبة الإعالة: حيث ارتبط التغير في الهيكل العمري للسكان بانخفاض كبير في نسبة الإعالة الديموغرافية، وانخفضت هذه النسبة من 40.4 بالمائة عام 1986 إلى 20 بالمائة عام 2020، مما يعكس تحسن مستوى معيشة السكان في قطر، وهذا ما تؤكد عليه الدراسات السكانية التي تشير إلى أنه كلما انخفض هذا المعدل كلما كان مستوى المعيشة مرتفعا. وأشار سعادته في كلمته الافتتاحية لهذا الحفل إلى أن الاستفادة من تزايد حجم الفئات العمرية بعمر العمل من القطريين وغير القطريين، مكن دولة قطر من اللحاق بالدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، كما تؤكد تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). وأضاف رئيس جهاز التخطيط والإحصاء أنه رغم الإنجازات النوعية المتحققة على صعيد تنفيذ السياسة السكانية، إلا أنه لا تزال هناك بعض التحديات والصعوبات، منها اختلال التركيبة السكانية، والتغيرات العالمية المتسارعة الناتجة عن جائحة كورونا والتي تتطلب تطوير رأس المال البشري للقيام بوظائف المستقبل المرتبطة بالتقنية الحديثة، الأمر الذي يتطلب تعزيز وتكثيف الاستثمار في التعليم ومواءمة المناهج الدراسية والتخصصات الجامعية لهذه المهارات بما يسهم في إعادة هيكلة سوق العمل على أسس قادرة على توطين هذه الوظائف. وأوضح سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت أن الاحتفال باليوم القطري للسكان 2021 تحت شعار "متابعة تنفيذ السياسة السكانية في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا" يأتي تماشيا مع إعلان الأمم المتحدة عن تخصيص مناسبة لليوم العالمي للسكان الصادر من قبل الجمعية العامة عام 1989، واستنادا إلى قرار مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه العادي (27) بتاريخ 6 أكتوبر 2010 بالموافقة على تنظيم اليوم القطري للسكان في شهر أكتوبر من كل عام، وليؤكد أنه رغم الظروف التي فرضتها الجائحة إلا أن اللجنة الدائمة للسكان ومكتبها الفني، إضافة إلى مجموعات العمل المكلفة بمتابعة تنفيذ السياسة السكانية الثانية لدولة قطر (2017-2022)، قد التزمت بشكل تام بالمهام المنوطة بها في برنامج عمل هذه السياسة، مع اتخاذها في الوقت ذاته الإجراءات الاحترازية اللازمة للتصدي للجائحة، وقد مكنها من تحقيق ذلك التوازن تسخير تكنولوجيا الاتصالات الحديثة التي أثبتت قدرتها على مواجهة مثل هذه التحديات العالمية. من جانبه، أكد الدكتور لؤي شبانة، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية، من خلال كلمة مسجلة عبر الفيديو على أهمية أجندة السكان للتنمية المستدامة والصحة والمستقبل، لافتا إلى تراجع أجندة السكان والتنمية في العالم بسبب تغير الاهتمامات في الدول والضغط على الأجهزة الصحية والخدمات الأساسية وحركة السكان والنمو الاقتصادي وكل المجالات التي تهم وتؤثر على السكان بشكل عام. وأضاف أن دولة قطر حققت العديد من الإنجازات في السنوات الأخيرة لاسيما في خطة عمل السكان والتنمية فقد نجحت من خلال التشريعات والبناء المؤسسي في تحسين العديد من المؤشرات الصحية فقد انخفضت معدلات الوفيات وازداد معدل البقاء على قيد الحياة ومتوسط العمر لـ79 عاما للذكور و81 عاما للإناث كما تحسنت مؤشرات التعليم العام والتحصيل العلمي ومؤشرات المساواة بين الجنسين في التعليم وكذلك معدلات وفيات الأمهات وغيرها من المؤشرات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية. وأشاد المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية بالاستراتيجية الوطنية للسكان بدولة قطر وأنها كانت على مدار سنوات هي المحور الأساسي وخطة العمل الرئيسية للسكان والتنمية واستطاعت أن تدمج السكان في التنمية وديناميكيات السكان بالنمو الاقتصادي مما انعكس إيجابا على مستوى الرفاه في البلاد، داعيا إلى نقل تجربة دولة قطر إلى دول أخرى لغناها وعمقها حيث تم الربط فيها بشكل جيد بين العمل السكاني الديمغرافي والعمل التنموي والاقتصادي واستقبال أعداد كبيرة من الناس. وأكد الدكتور لؤي شبانه اهتمام صندوق الأمم المتحدة للسكان الشديد باستمرار الشراكة مع دولة قطر والعمل خلال هذه الفترة على مساعدة الدول لتجنب آثار جائحة كورونا وآثارها على السكان وإعادة الاعتبار إلى أجندة السكان كونها جزءا أساسيا مهما للأجندة الاجتماعية الاقتصادية مع وضع مؤشرات أساسية تراقب التطورات الاجتماعية ومستوى الرفاه في البلاد. واشتمل الاحتفال باليوم القطري للسكان على عرض فيلم قصير حول السياسة السكانية ومحاورها المختلفة، إضافة إلى عقد جلسة نقاشية حول تأثيرات جائحة كورونا على السكان في قطر، أدارها الدكتور عبدالله الحمادي عضو اللجنة الدائمة للسكان وشارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في قضايا السكان والتنمية. وخلال الجلسة استعرضت الدكتورة شريفة نعمان العمادي الرئيس التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة دراسة قام بها المعهد حول المحددات الاجتماعية للخصوبة في قطر والعوامل التي تؤثر في انخفاض معدلاتها واستعراض أفضل الممارسات العالمية في هذا الجانب. وأوضحت الدكتورة شريفة العوامل التي تحدد قرار الإنجاب ومنها عوامل شخصية واقتصادية وهيكلية وتعليمية وصحية وأخرى متعلقة بسياسات التوازن بين العمل والأسرة، مشددة على ضرورة اتباع سياسات تحقق التوازن بين واجبات العمل والتزامات الأسرة والدعم المادي للزواج والإنجاب وتعميم الوعي لرفع معدلات الخصوبة واتباع سياسات تتعلق بزيادة الإنجاب مثل العمليات الجراحية. من جانبه، بين الدكتور محمد بن سيف الكواري -مستشار وخبير بيئي- دور التغير المناخي في انتشار الأوبئة والأمراض بين السكان وإحداث الكوارث الطبيعية المدمرة، موضحا أثر الاحتباس الحراري في هطول الأمطار بكميات غير مسبوقة وحدوث الفيضانات والتصحر وحرائق الغابات. ولفت إلى أن ارتفاع حرارة الكوكب أدى إلى ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي ما يهدد بعودة الفيروسات والبكتيريا المتجمدة منذ آلاف السنين في هذه المناطق وبالتالي ظهور أمراض وأوبئة جديدة غير معروفة وفي مناطق لم تكن تنتشر بها من قبل، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز الوعي لدى السكان بعلاقة التغير المناخي بانتشار الأوبئة والأمراض. بدورها أوضحت الدكتورة صدرية محمد الكوهجي استشاري أول طب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية كيف أثر /كوفيدـ19/ على الصحة العامة وجهود دولة قطر لمنع انتشاره من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين بالفيروس دون الإخلال بالخدمات الصحية الأخرى، منوهة إلى أن هذه الجائحة زادت العبء بشكل كبير على المرافق الصحية كما تعاملت الدولة بشكل احترافي مع الأزمة باتباع البروتوكولات العلاجية العالمية والتي تعتمد على خبرات وتجارب مختلف دول العالم ومنظمة الصحة العالمية. بدوره استعرض الدكتور درويش العمادي مستشار مكتب رئيس جامعة قطر جهود الجامعة لمواجهة الفيروس من خلال مشاركتها في لجان الطوارئ وإدارة الأزمة، كما عرض نبذة عن جهود قطاعات الجامعة المختلفة ودورها في تقديم الدعم اللازم للمجتمع وللطلاب بما يحقق أهدافها ويوفر للمواطنين الدعم اللازم للتعامل مع الأزمة.
copy short url   نسخ
19/10/2021
684