+ A
A -



الدوحة /قنا/ بدأ مركز العلوم البيئية بجامعة قطر الموسم السنوي لمتابعة تعشيش السلاحف البحرية النادرة والمهددة بالانقراض لموسم 2021 في سواحل قطر وجزرها، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة بتمويل من قطر للبترول، في إطار مشروع حماية السلاحف البحرية الذي أطلق قبل 19 عاما.

وينطلق موسم تعشيش السلاحف عادة في الأول من إبريل من كل عام، حيث تبدأ السلاحف في وضع بيضها في الشواطئ الشمالية من دولة قطر، والذي يقدر ما بين 75 إلى 100 بيضة في الطرحة الواحدة.

وتمثل السلاحف البحرية إحدى مكونات النظام البيئي الغني لدولة قطر، وتعد شريكا مهما في التوازن البيئي الذي يوائم بين متطلبات التطور العمراني والصناعي وحماية وصيانة البيئة، بالإضافة إلى دعم التنوع الأحيائي في مثل هذه البيئات البحرية والشاطئية.

وقال مركز العلوم البيئية بجامعة قطر إنه يتم جمع البيض بعد أن تتم عملية الطرح ونقله إما الى محمية /فويرط/ أو محمية /راس لفان/، بينما يترك البيض في أعشاشه الطبيعية في الجزر القطرية مثل جزيرة /أم تيس/، وجزيرة /راس ركن/، وجزيرة /شراعوه/ وجزيرة /حالول/ حيث يقل عدد المرتادين لهذه الجزر مقارنة بالشواطئ الساحلية.

وأشار المركز إلى أنه نفذ على مدى 19 عاما العديد من الدراسات المتعلقة بالسلاحف ومناطق تعشيشها في صورة تقارير سنوية أو بحوث علمية نشرت في الحوليات العلمية العالمية، مبينا أنه نفذ مؤخرا دراسة تتعلق بسلاحف منقار الصقر وتأثير التغير المناخي وخصوصا ارتفاع درجات الحرارة على عمليات الفقس ونوع الجنس "لاسيما أن ارتفاع درجة حرارة الأعشاش تؤدي مثلا إلى زيادة عدد الذكور وقلة أعداد الإناث".

كما نفذ دراسة لتتبع السلاحف في المياه الإقليمية لدولة قطر والخليج، ويتمثل ذلك في وضع أجهزة تتبع على عينات منها لمعرفة مناطق تمركزها وتغذيتها حتى عودتها مرة أخرى في مواسم أخرى للشواطئ القطرية.

وأكد مركز العلوم البيئية بجامعة قطر أن هذه الدراسات جزء من مشروع العناية والحماية للسلاحف، وتساعد على تعزيز النظام البيئي وخلق نوع من التوازن بين التطور العمراني والصناعي وحماية وصيانة البيئة، بالإضافة إلى دعم التنوع الأحيائي في مثل هذه البيئات البحرية والشاطئية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور حمد آل سعد الكواري، مدير المركز، إن جامعة قطر، ممثلة بمركز العلوم البيئية، تعتز بما تمتلكه من خبرة طويلة في مجال حماية البيئة البحرية والسلاحف جزء منه، "ويتمثل ذلك في رصيد أو بنك المعلومات الخاص بها، بالإضافة الى الخبرة الطويلة للباحثين العلميين والفنيين التي تم اكتسابها على مدى العقدين الماضيين"، مشيرا إلى أن الاهتمام يتزايد يوما بعد يوم من قبل المركز بما تواجهه السلاحف من مخاطر في الخليج والعالم، ولعل من أبرزها التغير المناخي أو استخدام الإنسان لبيض السلاحف كغذاء أو صيدها المباشر أو وقوعها في شباك الصيد، خصوصا في موسم تكاثرها، بالإضافة الى تدهور مساكنها بسبب استغلال الشواطئ الرملية كمنتجعات سياحية.

وأضاف "بالرغم من أننا في الوقت الحاضر لا نستطيع أن نفهم تماما الأدوار التي لعبتها السلاحف البحرية في القرون الماضية في التوازن البيئي، فمن مهامنا الأولية الآن أن نتابع عن كثب هذه السلاحف وجمع قدر أكبر من المعلومات والبيانات المتعلقة بها"، موضحا أن الدراسة المعمقة بالسلاحف يتيح فهما أفضل لهذه الأدوار بتحديد الهيكل والوظائف التي تم فقدها في النظم البيئية البحرية، والآثار البيئية لمجموعاتها المتبقية ودورها في النظام البيئي، وكذلك متابعة أهمية تدابير الإدارة والحماية والرقابة الدورية المطلوبة للوصول إلى المستويات التي تحفظ ديمومتها وبقائها وما هي التحسينات في صحة النظام البيئي التي يمكن أن تسهم في استعادة تجمعات السلاحف البحرية.

ولفت الدكتور الكواري إلى أن المعلومات المتوفرة حاليا تفيد أن السلاحف البحرية تلعب دورا مهما في النظام البيئي البحري، "فالسلاحف الخضراء مثلا لها دور مهم في التوازن البيئي من خلال استغلالها للأعشاب البحرية كغذاء، وسلاحف منقار الصقر لها دور مهم في الشعاب المرجانية من خلال تغذيتها على بعض الكائنات اللافقارية في هذه الشعاب مما يحفظ التوازن البيئي للحياة الفطرية الأخرى والمساعدة في تحقيق التوازن بين شبكات أو سلاسل الغذاء وتسهيل دورة المغذيات الطبيعية في البيئة البحرية، حتى قشور بيض السلاحف بعد موسم الفقس تعد من أهم المغذيات الطبيعية للتربة".

وبين أن للسلاحف دورا مهما في توفير مساكن مناسبة للكائنات البحرية المتنوعة في بيئة الأعشاب البحرية وبيئة الشعاب المرجانية، لافتا إلى أن الدراسات المعمقة والمستمرة ستكشف الكثير من أدوار السلاحف في حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي.
copy short url   نسخ
04/05/2021
713