+ A
A -
الدوحة- قنا- ناقشت طاولة مستديرة نظمتها كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، ظاهرة تصاعد خطاب الكراهية ضد الأقليات في الغرب، وذلك بمشاركة خبراء وباحثين ومهتمين من داخل قطر وخارجها. وركز المشاركون في الطاولة التي جاءت بعنوان "الأقليات وتصاعد خطاب الكراهية في الغرب.. الأسباب والحلول"، على محورين رئيسيين هما "خطاب الكراهية وتأثيره على المجتمعات" و"تعزيز التعايش المشترك من خلال حوار الأديان". وفي ورقته التي طرحها خلال الطاولة المستديرة، قال الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إن "النزاعات الأيديولوجية تؤثر بلا شك، في تأجيج نيران هذا العداء والصراع الناشئ في الحقيقة عن أفهام مغلوطة وأحكام مسبقة وتصورات ذهنية خاطئة تجاه بعضنا البعض". وأضاف أن الأفكار المنحرفة التي تواجه عالم اليوم وتدعمها الكراهية الدينية والقومية أفرزت نماذج متطرفة تحارب فكرة الحوار والتعايش السلمي وتؤجج نيران الصراع بين الحضارات ومن بينها ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف المرضي من الإسلام". وشدد الدكتور النعيمي على أنه لا سبيل لمواجهة هذه الأفكار والظواهر المنحرفة إلا بالحوار الذي دعت إليه كل الأديان وحتى الفلسفات الوضعية، والقوانين الدولية، انطلاقا من مبدأ احترام الآخر والاعتراف بحقوقه وحريته الدينية والمدنية ورفض الصراع والتصادم وكل من يدعو إليهما، وخلق روح السلام بين كافة البشر على اختلاف أجناسهم ودياناتهم والاتفاق على قيم إنسانية مشتركة تهدف للتعايش والتسامح والتعاون والسلام. وشدد على أن مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعالجة أسبابها أمر ملح في ظل تصاعد العدائيات ضد الأقليات المسلمة في الغرب، مؤكدا استمرار مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في جهوده لنشر ثقافة الحوار بين الأديان، وتعزيز قيم التسامح ومواجهة التطرف ونشر ثقافة السلام انطلاقا من دور قطر العالمي وجهودها في هذا السياق. بدوره، قال الدكتور فرناند دي فارين مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات، إن خطاب الكراهية يؤثر بشكل كبير على الأقليات في الغرب ومناطق أخرى حول العالم.. منبها إلى أن مثل هذا الخطاب قد يؤدي إلى فظائع كبيرة ومنها ارتكاب أعمال إبادة. وأكد أن الأمم المتحدة تضع هذه الظاهرة في صلب اهتمامها ولديها استراتيجية لمواجهة خطاب الكراهية، مضيفا "هذا تسونامي وجائحة تؤثر على العالم كله ولا بد من التصدي لها". وحذر من تصاعد خطاب الكراهية وانتشار العدائيات في الشبكات الاجتماعية ومواقع التوصل الاجتماعي.. وقال "هذه المنصات أصبحت آليات الدعاية الأقوى في التاريخ ويتم استخدامها في نشر خطاب الكراهية وتعزيز التطرف اليميني واليساري على السواء وخلق مناخ عدائي يؤدي إلى العنف". وشهدت الطاولة المستديرة نقاشات مستفيضة حول المحورين الأساسيين للندوة، حيث شارك في المحور الأول إلى جانب الدكتور النعيمي والدكتور دي فارين، كل من الدكتورة جوسلين سيزاري من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، والقس الدكتور متري الراهب رئيس جامعة دار الكلمة من فلسطين. وشارك في المحور الثاني الدكتور عبدالحكيم مراد محاضر في الدراسات الشرقية في جامعة كامبريدج، والدكتورة عزة كرم الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام بالولايات المتحدة، والدكتورة لينا لارسن مديرة تحالف أوسلو المتعلق بحرية الدين والمعتقد بجامعة أوسلو، والدكتور كريج كونسيدين من جامعة رايس بالولايات المتحدة. وطالب المشاركون بتعزيز حوار الأديان والثقافات ومواجهة الأفكار المتطرفة الداعية إلى الصراع الحضاري، والحد من التشوهات التي أصابت الكثير من السياسات الخاصة بالأقليات والمهاجرين في عدد من دول العالم المتقدم خلال السنوات الأخيرة.
copy short url   نسخ
03/03/2021
523