+ A
A -
الدوحة /قنا/ أصدرت /دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ سلسلة قصصية باللغة العربية للكاتبة الصاعدة هالة أبو سعد تحمل عنوان"حكايات أنجي"، وتتضمن مجموعة قصص تدور حول موضوعات متنوعة مثل تباين القدرات الفردية وحالات الاكتئاب والأمراض التنكسية، بأسلوب مؤثر ومناسب لعقلية النشء الصغير. وتتضمن سلسلة "حكايات أنجي"، المخصصة للشريحة العمرية من9 إلى 12 عاما، العناوين التالية: "جدو عادل نسي طريق البيت"، و"تيتا مريم والهريس" و"حدودها السماء" وتأمل الكاتبة في إصدار المزيد من الأعمال بالتعاون مع /دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ في القريب العاجل. وعن أهداف دار النشر من هذه السلسلة، قالت السيدة ريما إسماعيل، مديرة التواصل والمشاريع الخاصة، إن "أحد أهم أهدافنا التحريرية في /دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ هو توفير محتوى أدبيا للأطفال يساهم في تكوين فهمهم للعالم من حولهم، فالأطفال يحتاجون إلى قصص تعالج موضوعات صعبة بأسلوب مناسب لهم، وتفتح أمامهم المجال للحوار الهادف ما يساعد على إنضاج أفكارهم"، لافتة إلى أن هذه المجموعة القصصية ركزت صياغتها على اهتمامات قرائها، وناقشتها في سياق مجتمعي مناسب يلامس واقع حياتهم، ومن ثم تقترح حلولا مبتكرة نسبة إلى مجتمعاتنا. كما بينت أنه "يمكن إيجاز هدفها بأن القراء الناشئين حين يجدون ذواتهم وثقافتهم في صفحات الكتاب، يصبحون أكثر عزما على تقبل الرسالة المنشودة والانتفاع منها". وقد سطرت الكاتبة الصاعدة هالة أبو سعد، في باكورة تجاربها القصصية، هذه الحكايات متأثرة بشغف والدتها بسرد الأقاصيص، وتخليدا لذكرى ابنة أختها "أنجيلا" التي توفيت في ظروف مأساوية على إثر حادث سيارة أليم في عام 2015. وعن هدفها من كتابة "حكايات أنجي"، تقول الكاتبة هالة أبو سعد: "أردت أن أخلد ذكرى أنجي التي رحلت عن عالمنا عن عمر لم يتجاوز الثامنة عشرة، غير أن حياتها القصيرة كانت تحمل الكثير والكثير من المعاني الملهمة.. فقد كانت أنجي فتاة أصيلة وطيبة ومحبة للجميع، ترعرعت على شغف التعلم وتطوير الذات حتى نضجت وصارت إنسانة عازمة على التغيير، وقادرة على أن تخطو بثبات نحو تحقيق ذاتها ومساعدة الآخرين". وبوصفها معلمة، فإن لدى هالة أبو سعد إيمان راسخ بأن القصص قادرة على تشكيل شخصية الطفل وتعليمه دروسا نافعة في كل مراحل حياته، وقد اختارت معالجة موضوعات صعبة مثل متلازمة داون والاكتئاب، وداء الزهايمر الذي يصيب الأشخاص الأكبر سنا، لأنها ترى أنه من المهم بالنسبة للطفل أن يستشعر روح التعاطف والقدرة على التواصل مع الآخر، وتقبل الاختلاف، والتعايش مع عالم الواقع غير المثالي منذ نعومة أظفاره. وإن كانت هالة أبو سعد قد استوحت قصصها من شخصية أنجي، إلا أن أحداثها كانت من صنع الخيال، حيث تستطرد الكاتبة قائلة "لقد نسجت على شخص أنجي حكايات تعين النشء على تطوير أساليب الوعي الذاتي وتقبل الذات والتأقلم والسلام النفسي.. فالحياة صعبة.. نعم.. وهذه حقيقة لا مفر منها!.. وأحباؤنا سيرحلون يوما ما، وأصدقاؤنا سيجيئون ويذهبون، وحتما سنقابل أناسا مختلفين وستتغير علاقاتنا وسنصاب بالصدمات.. وأنا هنا أحاول أن أتخيل كيف واجهت أنجي كل موقف من تلك المواقف الصعبة، وعبرت عن ذلك بقلمي لأنني أريد أن ينمي الأطفال مهاراتهم، فتعينهم على مواجهة ما يستجد أمامهم من تحديات مع ما يملكون من مشاعر الرفق والتفهم والعاطفة الجياشة، بدلا من التسرع في إصدار أحكامهم على الآخر والتعامل بهلع". واختتمت الكاتبة حديثها بالقول: "لقد كان العمل مع /دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ من التجارب الرائعة، ليس لأن فريق العمل كان في قمة الود والتعاون فحسب، بل لأنه كان في غاية الاحترافية كذلك، فلقد كنت مشاركة في عملية إعداد القصص من الألف إلى الياء، واستفدت كثيرا من التوجيهات المتواصلة طوال الطريق حتى أصبح الفريق اليوم بمثابة أسرتي الثانية، وكلي أمل في مواصلة مسيرة هذه السلسلة القصصية مع الدار". ومثلما أجاد قلم هالة أبو سعد في صياغة فكرة كل قصة من القصص، كذلك أجادت ريشة الفنان علي الزيني في إضفاء المزيد من الحيوية على صفحاتها من خلال حسن اختيار أنماط رسوماته. وعن مصدر إلهامه في اختيار نمط الرسم، يقول علي الزيني: "لقد أردت أن أحافظ على الحس الواقعي في الرسومات وأشكال الشخصيات، لأنها مستوحاة من واقع الحياة ومن قضايا العصر، لكنني في الوقت ذاته أردت أن أضيف عناصر نمطية وألوان مبهجة للتعبير عن شخصية أنجي وروحها الجميلة كما تصفها الكاتبة". وعن تجربته مع دار النشر، أعرب الزيني عن سعادته الكبيرة بالعمل مع فريق /دار جامعة حمد بن خليفة للنشر/ حتى خرجت هذه المجموعة القصصية إلى النور، خاصة أن فريق العمل كان في غاية التعاون والترابط، "وهو ما يحتاجه أي فنان لإخراج عصارة إبداعه وفنه".
copy short url   نسخ
28/02/2021
471