+ A
A -

الدوحة /قنا/ نشر فريق من باحثي سدرة للطب، دراسة حول استجابات الأجسام المضادة للفيروسات التاجية المسببة لـ"نزلات البرد"، شملت أكثر من ألف شخص، ونشرت في العدد الصادر أمس من مجلة "JCI Insight" الطبية الخاضعة لمراجعة النظراء.
وقال الدكتور نيكو مار، وهو الباحث الرئيسي وقائد المجموعة التي أشرفت على الدراسة في سدرة للطب إن الهدف من دراسة الأجسام المضادة ضد الفيروسات التاجية الأربعة المسببة لـ"نزلات البرد الشائعة" التي تصيب البشر بشكل متكرر، هو إلقاء الضوء على المناعة ضد الفيروسات التاجية التي تصيب البشر بشكل عام.
وأضاف أن الأجسام المضادة تلعب دورا مهما في دفاع الجسم البشري ضد الأمراض المعدية، مثل /كوفيد-19/ ، مشيرا إلى أنها تنتقل عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى، وقادرة على أن تتعرف على الميكروبات التي تغزو الأجسام وتشلها، وأوضح أنه يطلق على المواقع التي تتعرف عليها هذه الأجسام اسم "الحواتم"، وهي تمثل حوالي سبعة فقط من أصل عدة مئات من المكونات الأساسية التي تشكل البروتين الميكروبي، ومن المهم أن ندرك أن "الحاتم" الذي ترتبط به هو جزء بالغ الأهمية، لأنه يحدد وظيفتها ودورها خلال مسار العدوى.
وذكر أن فريق البحث في سدرة للطب، استطاع باستخدام أحدث التقنيات العالمية، أن يعرف ما إذا كانت هناك أجسام مضادة للفيروس التاجي لدى كل شخص خاضع للدراسة، ومكان ارتباط هذه الأجسام بجزيئات فيروس كورونا، منوها بأن هذا الاكتشاف ساعد باحثي سدرة للطب في تحديد اختلافات مهمة بين الأطفال والبالغين.
وتابع الدكتور مار "ألقينا نظرة فاحصة على الأجسام المضادة لدى الأطفال وشاهدنا أجساما مضادة ترتبط بدقة بأجزاء البروتينات الفيروسية المهمة جدا للفيروس، والتي تساعده في الدخول إلى الجسم وتسبب المرض. نعلم من دراسات أخرى أن الأجسام المضادة لا تكون دائما مفيدة. في بعض الحالات، لا تسبب الأجسام المضادة ضررا أو نفعا للجسم، لاسيما حين تستهدف الجزء الخطأ من الفيروس. لكن في حالات أخرى، يمكن للأجسام المضادة أن تعزز المرض عن طريق تسريع العدوى الفيروسية أو عن طريق إعاقة مكونات جهاز المناعة للإنسان".
وذكر أن من النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة أن بعض الأجسام المضادة، خاصة تلك الموجودة عند الأطفال، تتمتع بخصائص تسمح لها بالارتباط ببروتينات الفيروسات التاجية الأكثر ضراوة، والتي يمكن أن تسبب السارس SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS ، مبينا أن العلماء يشيرون إلى هذه الخاصية للأجسام المضادة على أنها "تفاعلية متصالبة"، ونوه بأن هذا الاكتشاف قد يساعد في تفسير سبب تعرض الأطفال لأعراض أقل حدة عندما يصابون بفيروس كورونا أو بـ SARS-CoV-2.
من ناحيته، قال الدكتور توشيف خان، زميل ما بعد الدكتوراه في سدرة للطب والمؤلف الأول للدراسة "يمكن لمعرفة الأماكن الدقيقة التي تستهدف فيها الأجسام المضادة البروتينات الفيروسية، من الفيروسات التاجية المختلفة، أن تكون مفيدة في تصميم اللقاح وتطوير علاجات باستخدام الأجسام المضادة للفيروسات، ويمكن أن يساعدنا هذا أيضا على فهم احتمالات وتأثيرات الطفرات في مواقع محددة من الجينوم الفيروسي التي تؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة من SARS-CoV-2، وهذا ما حدث بالفعل، وسيستمر حتما في الحدوث في المستقبل".
من جهته قال الدكتور خالد فخرو، كبير مسؤولي الأبحاث في سدرة للطب، "إن هذه الدراسة هي عرض واضح لكيفية تمكين منصات وتقنيات البحث من التحقيق في بيولوجيا مضيف الفيروس بمثل هذه الدقة العالية، وهي تقدم حلولا ورؤى تتعلق بالوباء الحالي وغيره من الفيروسات التاجية الأخرى عموما" .
وأكد أن سدرة للطب، يلتزم انطلاقا من موقعه كمركز طبي أكاديمي، بإجراء أبحاث تعنى بالرعاية السريرية كجزء من برنامج الطب الدقيق المستمر، والذي لا يكتفي بمساعدة المرضى في قطر على المدى القصير فحسب، بل سيكون له أيضا تأثير عالمي طويل الأمد.
copy short url   نسخ
23/02/2021
795