+ A
A -
الدوحة- قنا- قال التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني /كيو ان بي QNB/، إن الاقتصاد العالمي يمر حالياً بما يمكن وصفه بأكبر عملية تعاف اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية. ونوه التقرير الصادر اليوم، إلى أن السياسات التحفيزية الجريئة والاحتواء المؤقت لوباء كورونا /كوفيد - 19/، أديا إلى انتعاش كبير في الربع الأخير من العام الجاري بعد ما تسببت صدمة الفيروس في أشد وأعمق تباطؤ على الإطلاق خلال الربع الثاني من عام 2020. وأضاف أنه بالرغم من أن الاقتصاد العالمي لم يخرج بعد من دائرة الخطر، يمكن أن يؤدي ظهور "موجة ثانية" كبيرة من الأوبئة إلى "ركود مزدوج"، مشيرا إلى أن الانتعاش الاقتصادي ظل واعداً حتى الآن، حيث أظهرت العديد من البلدان والقطاعات أنها تتمتع بقوة اقتصادية ملحوظة. وناقش تقرير /كيو ان بي QNB/ باستفاضة، القطاعات التي تقود التعافي الاقتصادي الحالي، والاتجاهات الكلية الأوسع نطاقاً، قائلا إن /كوفيد - 19/ أثر على العديد من القطاعات، مثل الطيران والرعاية الصحية والنقل والسياحة وقطاعات التجزئة التي تعتمد على المتاجر التقليدية، كما أدى إلى تعديلات في سلوك المستهلكين. وبين أن هذين العاملين سيؤديان إلى تغيرات في السوق مع تأثيرات طويلة الأمد على النشاط الاقتصادي، مما سينتج عنه تقدم بعض القطاعات وتأخر قطاعات أخرى. وتعمق التقرير في واقع أسواق الأسهم العالمية لتحليل القطاعات الرائدة الجديدة في توسعها الاقتصادي المستقبلي، مشيرا إلى أن أربعة موضوعات رئيسية برزت حتى الآن. ولفت في الموضوع الأول، إلى أن "النمو" يتفوق على "القيمة" فيما يخص تفضيلات المستثمرين، أي أنهم يفضلون أسهم الشركات التي تعمل في القطاعات التي تنمو بسرعة على أسهم الشركات التي تعمل في قطاعات تتسم بقدر أكبر من الاستقرار، مشيرا إلى أن ضعف النمو طويل الأجل في الاقتصادات المتقدمة وانخفاض أسعار الفائدة يؤديان إلى زيادة التركيز على الشركات التي تتمتع بقدرة كبيرة على تحقق نمو في الأرباح والمبيعات. ورأى أن هذا الأمر يرجح كفة "الاقتصاد الجديد" المتمثل في قطاع التكنولوجيا على "الاقتصاد القديم" الذي يضم قطاعات كثيفة الاعتماد على رأس المال، موضحا أنه من حيث المناطق الجغرافية، يفضل هذا التوجه المؤشرات الأمريكية والصينية النشطة ذات التكنولوجيا العالية على الأسواق الأخرى التي تُدرج فيها أسهم الشركات. وفي الموضوع الثاني، قال تقرير /كيو ان بي QNB/، إن المبادرات التي تدعم الاقتصاد منخفض الكربون أصبحت اتجاهاً رئيسياً في السوق، وهذا يشمل الشركات التي تروج لتكنولوجيات تعمل على "إزالة الكربون" من قطاعات الطاقة والنقل والزراعة والصناعة، مبينا أن الانتعاش الأكبر من المتوقع في الطلب على منتجات الطاقة الشمسية وتفاؤل المستثمرين بشأن التغييرات التنظيمية الإيجابية للقطاع، أديا إلى موجة من الاهتمام بالطاقة النظيفة في أسواق الأسهم. وفي تناوله للموضوع الثالث، أشار التقرير إلى أن تداعيات وباء /كوفيد - 19/ عززت الطلب على رقمنة الخدمات والأعمال، إذ تم في ظل عمليات الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي التي نفذت عالمياً، التعجيل بالتحول من المبيعات التي تتم وجهاً لوجه إلى التجارة الإلكترونية ومن الدفع النقدي إلى المدفوعات الرقمية في كل مكان. كما حدث تقدم في التحول الرقمي للشركات وأتمتة سير العمل، خاصةً وأن العمل من المنزل وخفض التكلفة أصبح أمراً بالغ الأهمية. وأدت هذه الاتجاهات أيضاً إلى زيادة الطلب على المنتجات الإلكترونية، مما أدى إلى تعزيز صناعة أشباه الموصلات. وفي الموضوع الرابع، أكد أن الوباء أدى إلى تسريع الطلب والاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة بشكل عام، ودعم صناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية وعدد كبير من الشركات الطبية الأخرى ذات الصلة، مبينا أن هذا يتجاوز السباق العالمي للحصول على لقاح ناجح والزيادة المفاجئة في الطلب على معدات الحماية الشخصية، بما في ذلك استخدام الروبوتات في الجراحة ورقمنة الرعاية الصحية واستخدام الذكاء الاصطناعي في الطب. وخلص تقرير /كيو ان بي QNB/ إلى أن وباء /كوفيد - 19/ كان بمثابة عامل مُسرّع للاتجاهات التي كانت تحدث بالفعل على مستوى العالم، مرجحا أن يكون حجم الصدمة وتأثيراتها على سلوك الأفراد والشركات قد ساهم في انهيار المقاومة الراسخة للتغيير التكنولوجي.
copy short url   نسخ
31/10/2020
1083