+ A
A -
الدوحة /قنا/ شاركت دولة قطر اليوم في الندوة الافتراضية الأولى رفيعة المستوى لمبادرة تعاون جنوب - جنوب والتعاون الثلاثي في الدول العربية. ومثل دولة قطر في الندوة السيد شاهين علي الكعبي مساعد مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية. وقال الكعبي في كلمة خلال الندوة "نحن في دولة قطر نولي أجندة التعاون فيما بين بلدان الجنوب اهتماما كبيرا، حيث إنها تمثل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للدولة، ونحن حريصون على أن تكون الدوحة منبرا للمجموعة وللأمم المتحدة في سبيل تعزيز التعاون الدولي ومواجهة المخاطر المحدقة بالسلم والأمن الدوليين، واحترام سيادة القانون وتحقيق التنمية". وأكد أن دولة قطر تثمن بشكل كبير أجندة التعاون بين الدول النامية إيمانا بالعمل المتعدد الأطراف، مشيرا إلى استضافة قطر لمؤتمر قمة الجنوب الثانية لمجموعة الـ /77/ والصين في الدوحة عام 2005، وترؤسها مجموعة الـ /77/ والصين في العام 2014 في دورة الأمم المتحدة الـ /69/، بالإضافة إلى رئاسة الأونكتاد لعدد من السنوات، مضيفا "لا زالت دولة قطر تدعم أجندة التعاون بين بلدان الجنوب سواء على الصعيد المالي أو التنموي أو عبر منظومة الأمم المتحدة". ولفت إلى أنه على مستوى المنطقة العربية فإن دولة قطر على قناعة راسخة بأن تعضيد التعاون فيما بين بلدان المنطقة ودول الجنوب الأخرى، من شأنه أن يعزز مكانة دول المنطقة العربية على الصعيد العالمي والإقليمي وأن يمهد الطريق تجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وقال إن دولة قطر استضافت العديد من المؤتمرات المعنية بتعزيز التعاون فيما بين بلدان المنطقة العربية، وبين بلدان الجنوب، ولم تأل جهدا في تعزيز هذا التعاون من أجل التنمية، والارتقاء به إلى مستويات التعاون بين الأقطاب الإقليمية الأخرى. وأوضح مساعد مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، أنه في ظل ظروف جائحة / كوفيد-19/ العالمية الراهنة، والتحديات الكبيرة التي تعيشها المنطقة العربية، هناك ضرورة لزيادة وتعضيد التعاون فيما بين بلدان المنطقة، وإيلاء التعاون الثلاثي في المنطقة العربية أهمية كبيرة من أجل التغلب على هذه الجائحة كتحد كبير في طريق تحقيق أهداف تعاون الجنوب جنوب، والأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية، لارتباطها الوثيق بهذا التعاون، مشيرا إلى أن دولة قطر قدمت المساعدات الإنسانية العاجلة والشحنات الطبية للأشقاء في المنطقة للتصدي لهذه الأزمة انطلاقا من إيمان قطر بالعمل العربي المشترك وضرورة التكامل والتعاون بين الدول العربية. وتابع "ولضمان تحقيق الأهداف المرسومة للتعاون جنوب - جنوب، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في المنطقة العربية، نرى أنه من الضروري إنشاء آلية خاصة لبلدان المنطقة العربية، يكون هدفها الأول توفير نهج عادل لجميع الفاعلين فيها لرفع مستوى تبادل الحلول والتقنيات والخبرات في المجالات المتفق عليها، وتلك التي تحظى بالاهتمام المشترك بين بلدان المنطقة، كما لابد من توفير قنوات لمناقشة أولويات التعاون فيما بين بلدان المنطقة العربية في سياق تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، إضافة إلى طرق تمويل هذه المجالات ذات الأولوية، والعمل على تأكيد أهمية تشجيع النقاش العميق والناقد بشأن ما إذا كانت الترتيبات المؤسسية الحالية في المنطقة العربية، كافية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030". وقال الكعبي إن هناك الكثير من دول المنطقة العربية في حاجة ماسة إلى مساعدات تعاونية في مجالات التنمية المختلفة، كالقضاء على الفقر، والأمن الغذائي، وخلق الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ونقل التكنولوجيا الخضراء، والنمو الاقتصادي، والابتكار الصناعي، والصحة وغيرها من المجالات. وفي هذا الإطار فقد قامت دولة قطر بدعم العديد من البرامج والمؤسسات مثل مؤسسة /صلتك/ التي وفرت فرص العمل وسبل الحياة الكريمة للشباب العربي عن طريق توفير التدريب المهني وربطهم بفرص العمل، فقد استطاعت المؤسسة توفير أكثر من 500 ألف وظيفة في السودان، وما يقارب 400 ألف وظيفة في كل من تونس والمغرب، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية ودعم للمشاريع التنموية، ففي السنوات الثماني الماضية قدمت دولة قطر عن طريق صندوق قطر للتنمية أكثر من 4 مليارات دولار لدعم مجالات التنمية والتعليم والصحة والإنسانية في الدول العربية، وقامت قطر الخيرية بدعم أكثر من 10 آلاف مشروع تنموي في 14 دولة عربية بتكلفة 440 مليون دولار أمريكي في السنوات الثلاث الماضية تركزت على الإغاثة والرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة وتوفير الغذاء. وأكد مساعد مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية على أهمية خلق آليات المتابعة والتقييم لمخرجات فعاليات الجنوب - الجنوب التي يتبناها مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، وخاصة تلك التي تخص المنطقة العربية، وذلك من أجل ضمان الوصول للأهداف المرسومة للتعاون بين بلدان الجنوب في المنطقة، لافتا إلى أن هناك الكثير من التوصيات التي خرجت بها فعاليات الجنوب - الجنوب، للمنطقة العربية، لا تزال قيد التنفيذ، وخصوصا إذا ما وضعنا في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تواجه تعاون الجنوب - الجنوب في المنطقة العربية، سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، ويحدونا أمل كبير في مستقبل التعاون بين الدول العربية فيما بينها، وبينها وبين دول الجنوب الأخرى في طريق الاستقرار، والتنمية. وأعرب عن تطلع دولة قطر إلى المشاركة في قمة الجنوب الثالثة التي ستعقد في أوغندا، وتعد فرصة مهمة لتعزيز المكاسب الإنمائية والتعاون فيما بيننا، مؤكدا دعم دولة قطر لأوغندا لإنجاح هذه القمة.
copy short url   نسخ
27/10/2020
1229