+ A
A -
واشنطن- الوطن- الجزيرة نت أظهرت نتائج تجارب سريرية، الأربعاء، أن عقار الملاريا الذي تناوله الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للوقاية من مرض كوفيد-19 لم يُظهر أي فائدة مقابل الدواء الوهمي (بلاسيبو). وفشل عقار هيدروكسي كلوروكوين في الحد من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (المسبِّب لمرض كوفيد-19) بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، وفق الدراسة ذاتها. وتؤكد الدراسة إلى حد كبير نتائج تجربة سريرية، أجريت في يونيو/ حزيران الماضي، وأظهرت أن هيدروكسي كلوروكوين كان غير فعال في منع العدوى بين الأشخاص المعرضين لفيروس كورونا المستجد. ودعم ترمب عقار هيدروكسي كلوروكوين في مرحلة مبكرة من تفشي الوباء، وقال للصحفيين، في مايو/ أيار المنصرم، إنه بدأ في تعاطي الدواء بعد أن ثبتت إصابة اثنين من موظفي البيت الأبيض بكوفيد-19، في حين وجدت الدراسات أن العقار لا يقدم فائدة تذكر للوقاية من الفيروس. وفي الدراسة، التي شملت 125 مشاركًا، أصيب أربعة ممن تناولوا هيدروكسي كلوروكوين كعلاج وقائي لمدة ثمانية أسابيع بمرض كوفيد-19، وجاءت نتائج فحص أربعة ممن تناولوا الدواء الوهمي إيجابية. وكان الثمانية جميعًا إما من دون أعراض، أو لديهم أعراض خفيفة لا تتطلب دخول المستشفى، وفق نتائج المنشورة في دورية "جاما إنترنال ميديسن". وقال باحثون من جامعة بنسلفانيا إن البحث يظهر أنه لا يمكن التوصية بالاستخدام الروتيني للدواء بين العاملين في مجال الرعاية الصحية للوقاية من كوفيد-19. وأثيرت خلال الأشهر القليلة الماضية علامات استفهام كثيرة حول فعالية هذا الدواء؛ فهاجم الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (75 عامًا)، الخميس 30 يوليو/تموز الماضي، الرئيس الحالي للبلاد جاير بولسونارو، قائلًا إن بولسونارو يدعي زورًا أنه أصيب بفيروس كورونا "بهدف الدعاية والترويج" لعقار هيدروكسي كلوروكوين. وأوضح دا سيلفا، خلال مؤتمر عبر الفيديو مع صحفيين من وسائل إعلام أجنبية "أعتقد أن بولسونارو ادعى إصابته بالفيروس للترويج لهذا الدواء". وأضاف "لا أعرف ما إذا كانت لديه حصة في شركة أدوية، لكنه يتصرف كأنه رئيس المصنع الذي ينتج الدواء". ووصف لولا- 74 عاما- "باللامسؤولة" الطريقة التي يتعامل بها بولسونارو مع الوباء، الذي قلّل زعيم اليمين المتطرف بشكل لافتٍ من أهميته. وأعلن بولسونارو (65 عامًا) في 7 من يوليو أنه مصاب بالفيروس، وقال لاحقًا إنه تحسن بفضل هيدروكسي كلوروكوين. وانتقد دا سيلفا -الذي يقيم في الحجر منذ مارس/ آذار في شقته قرب ساو باولو -جنوب شرق- علاقة بولسونارو بنظيره الأمريكي ترمب، وهو أيضًا مدافع متحمس عن هيدروكسي كلوروكوين. وسحب أكثرية معدي الدراسات الرئيسية المنشورة عبر مجلتي "ذي لانست" و"نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، الخميس 4 يونيو/حزيران المنقضي، أعمالهم وتقدموا باعتذار قائلين إنهم لا يستطيعون المضي في تبني هذه نتائج عقار هيدروكسي كلوروكوين بعدما رفضت شركة "سورجيسفير" المزودة للبيانات المستخدمة فيها الخضوع للتدقيق. وتركز الاهتمام بصورة خاصة على دراسة نشرتها "ذي لانست"، وقال معدوها إنها تضمنت تحليلًا لبيانات 96 ألفًا و32 مريضًا أُدخِلوا إلى 671 مستشفى في 6 قارات، وخلصت إلى أن الهيدروكسي كلوروكوين لم يُظهر أي فعالية في مواجهة فيروس فيروس كورونا المستجد، بل إنه فاقم خطر الوفاة لدى المرضى. وتوافرت مؤشرات -منذ ما قبل نشر دراسة "ذي لانست"- تدفع إلى الاعتقاد بعدم فعالية الهيدروكسي كلوروكوين في معالجة مرضى كوفيد-19. وأظهرت تجربة عشوائية رابعة نشرت نتائجها، الجمعة 5 يونيو الماضي، عدم وجود أي أثر لهذا الدواء في التصدي لفيروس كورونا المستجد. على الصعيد الدولي، أصاب فيروس كورونا المستجد منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين نهاية ديسمبر/كانون أول 2019 وحتى اللحظة، 33 مليونًا و985 ألفًا و852 شخصًا، قضى منهم متأثرًا بإصابته مليون و14 ألفًا و923 مصابًا، في حين تعافت 25 مليونًا و250 ألفًا و436 حالة، وفق موقع وورلدميتر.
copy short url   نسخ
30/09/2020
1741