+ A
A -

بعد ستة وسبعين يوما... المقاومة لا تزال صامدة وتقاتل في الشمال والوسط والجنوب، فهم أهل إيمان والإيمان القوي يصنع الرجال، الذين يكونون أقوى من الجبال الشوامخ، فالإيمان الصحيح يجعل المؤمن كالطود العظيم الذي لا تهزه الريح والبلاء والمصائب والابتلاءات، مهما كانت قوة هذه الرياح، إن هذا الإيمان القوي يجعل المؤمن مطمئناً قوياً منشرح الصدر مهما تعرض للمصائب والبلايا.

ما نسمعه من أمهات الشهداء وهن يودعن أبناءهن الرضع والأطفال والشباب يثلج الصدر لما يتمتعن به من صبر وإيمان.. فمن أين لهن كل هذا؟ حقا إن أمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء فشكر، فكان خيراً له وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيراً له، هذا الإيمان يجعله مطمئناً.. ورجال المقاومة حين انطلقوا في السابع من أكتوبر 2023 دفعهم إيمانهم إلى الأخذ بالأسباب، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى.. إلى جانب هذا الإيمان القوي وفي كثير من الآيات والأحاديث أمرنا الله ورسوله بالعمل والأخذ بالأسباب والتجهيز لكل شيء كما فعل عليه الصلاة والسلام حينما هاجر من مكة إلى المدينة، وهو أكمل الناس إيماناً وأقواهم وأشدهم وأقربهم علاقة مع ربه، قد أخذ بكامل أسباب السفر والهجرة من هروب وتغيير للطريق والراحلة وتقصي الأخبار وما إلى ذلك، وقد قال الله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، وأيضاً تجهيزه للحروب ووضع الخطط والاستشارة وما إلى ذلك من الأسباب، لكي يعلمنا إلى جانب الإيمان يجب الأخذ بالأسباب. وهذا يصنع الرجال خاصة إذا تمت تربيتهم على عقيدة صادقة الإيمان بالله ورسوله وأمته ووطنه.. وهذه االتربية تبدأ مع الرضاعة ومع الطفل وهو يحبو وهو في طريقه إلى الحضانة، فالمدرسة، فمركز تحفيظ القرآن فالجامعة مع التدريب وأن يضع في عقيدته أن الوطن لا يتحرر إلا بالجهاد... وما اختارته حماس شعارا لمعركتها: «إنه لجهاد... نصر أو استشهاد...» هو المبدأ الذي يقوم عليه تحرير الأوطان.

copy short url   نسخ
24/12/2023
295