+ A
A -

لا نملك أجوبة ثابتة عن أسئلة كثيرة تتعلق بما سيحدث بعد المجازر المفتوحة في غزة، لا نقصد بذلك مآلات الوضع الحالي ومخرجاته، بل نقصد ما خطّه النظام العالمي وما يخطط له في مواجهة المعجزة التي حققتها المقاومة في غزة بشكل لم يكن يخطر على بال أشد المحللين الصهاينة حذرا.

لا شك أن للإدارة الأميركية مشروعا ما بعد الجريمة لأن أكبر هواجسها اليوم هو أن تخرج المقاومة منتصرة من الحرب الأخيرة. لقد حققت المقاومة نصرها في السابع من أكتوبر حين نجحت في اختراق كل التحصينات الصهيونية ودخلت إلى عمق المستوطنات وعادت بالغنائم والرهائن والمعلومات. أسقطت بذلك أسطورة الجيش الذي لا يهزم والذي هزم على يد قلة قليلة محاصرة وهو المشهد الذي لن يقبل الغرب ببقائه لذا سيحاولون جهدهم تفعيل جملة من المشاريع لمنع تجدد هذا المشهد.

من المشاريع التي تدور في أروقة الإعلام والتصريحات الرسمية وغير الرسمية نجد الحديث عن إعادة توطين كلية أو جزئية لشعب غزة خاصة في سيناء.

أخطر المشاريع في نظرنا ستكون داخلية وتتمثل في اختراق المقاومة والقضاء عليها بتجفيف منابعها وإحداث انقسام كبير داخلها يحوّلها إلى كتلة متصارعة عبر المال والامتيازات. هذا تقريبا ما فعلته الأجهزة الصهيونية والأميركية في الضفة وفي مدن فلسطينية كثيرة وكذلك في العراق عندما نجحت في شراء الذمم وتجنيد العملاء وتحويلهم إلى أجهزة أمنية في خدمة المحتلّ كما هو الحال في رام الله.

هذه المشاريع تبقى رهينة الإرادة الجماعية لشعب فلسطين من جهة، والمقاومة النابعة من هذا الشعب من جهة أخرى وليست الجرائم التي ارتكبها الصهاينة مؤخرا، إلا آخر المسامير في نعش أكذوبة السلام.. لا شك أن للمقاومة هي أيضا مشاريعها وهي صاحبة الأرض وصاحبة الكلمة الأخيرة عليها وستكون مشاريع المقاومة حتما الأقرب إلى الإنجاز والتصديق.

copy short url   نسخ
14/12/2023
60