اهتمت غالبية المواقع والصحف الدولية، بالكلمة التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الحادية والسبعين في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، والتي تناول فيها عددا من القضايا المحورية على الساحة الدولية، منها: أزمة حصار قطر والقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وغيرها.
وجاء على رأس هذه المواقع، الموقع الرسمي للأمم المتحدة، الذي قدم استعراضا مستفيضا للكلمة، وخاصة لما شدد عليه صاحب السمو، بأن قطر ستستمر في عملها لتعزيز الأمم المتحدة وسوف تظل – كما هو الحال دائما- ملاذا آمنا للمظلومين، وستواصل جهود الوساطة لإيجاد حلول عادلة في مناطق الصراعات.
ورأى موقع الأمم المتحدة، أن الإرهاب والتطرف لا يزالان من أخطر التحديات، التي تواجه العالم بأكمله، وهذا ما دعا صاحب السمو إلى مناشدة قادة العالم، باتخاذ إجراءات مشتركة ضد المنظمات الإرهابية وأيديولوجياتهم المتطرفة، للحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي.
وسلط موقع صحيفة «نيويورك تايمز ديلي نيوز» الأميركية الضوء على خطاب صاحب السمو، وعلى وجه الخصوص تنديده بما قامت به 4 دول عربية من حصار لقطر، لافتة إلى قول صاحب السمو، إن ما تم من اجراءات خلال الحصار، يناسب كونه أحد تعريفات الإرهاب.
وأثنت الصحيفة الأميركية، على كلمة صاحب السمو، نظراً لاهتمامه بمواجهة الأزمات الإقليمية، وقامت بذكر جزء كبير من الخطاب، الذي قال فيه صاحب السمو، «إسرائيل تواصل عرقلة عملية السلام الكامل والدائم برفضها مبادرة السلام العربية لعام 2002، ومواصلة سياساتها الاستيطانية في الأراضى المحتلة».
تعامل قطر .. الأفضل
فيما أشارت صحيفة «ستاندرد إكزامينر» الأميركية، لخطاب صاحب السمو بعنوان تضمن: «سمو أمير قطر يستعرض قضية الحصار ضد بلاده أمام الأمم المتحدة». ونوهت الصحيفة الأميركية، إلى أن خطاب صاحب السمو أمام الأمم المتحدة قد توّج أول زيارة خارجية لسموه، بعد فرض الحصار على قطر من قبل 4 دول عربية في الخامس من شهر يونيو الماضي.
وتعليقا على الخطاب يرى معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة (AEI)، عبر مقال رأي نشره على موقعه الرسمي على الانترنت، كتبه المحلل السياسي «أندرو بوين»، أن قطر تعاملت بصورة أفضل مع هذه الأزمة، أكثر مما توقعه جيرانها من الدول الخليجية، لأنها تتمتع بوضع اقتصادي فريد من نوعه، جعلها تتفوق وتتجاوز وزنها الجيوسياسي. وأضاف المقال موضحا: «وهذا ما سمح للدوحة، حتى في ظل تلك الأزمة الحالية، بإحباط مخططات جيرانها من الدول الخليجية».
وفي الإطار ذاته، اهتمت الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية بكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث ركزت صحيفة «لو 1» على حضور وخطاب حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى. مشيرة، إلى أنه كان شاملا للعديد من القضايا وأبرزها القضية الفلسطينية، التي يوليها الكثير من الاهتمام إذ أكد سموه في معرض كلمته أن القضية الفلسطينية لا تزال تنتظر الحل العادل في ظل صمت العالم وانشغال الدول العربية بقضاياها الراهنة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني أكثر تمسكا بحقوقه أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن صاحب السمو استقبل السيد «كينيث روث»، المدير التنفيذي لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» بمقر إقامة سموه للحديث بشأن الكثير من القضايا، التي تهم المنطقة العربية والإسلامية.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية «أ ف ب «تأكيد حضرة صاحب السمو على تجديد دعوته إلى حوار بناء بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران على ذكر الأزمة الأخيرة، وأضاف سموه أنه من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة فإنه يكرر دعوته، التي انطلقت من نفس المنبر، لإجراء حوار بناء بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، انطلاقا من المصالح المشتركة ومبدأ حسن الجوار، فضلاً عن احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأعدت صحيفة «لوفيجارو» تقريرا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الخطاب فيها يحمل بصمة تاريخية وله تأثير كبير في جميع المحافل الدولية. وتحت عنوان «ترامب يتوقع نهاية وشيكة للأزمة الخليجية» قالت صحيفة «لوريان لوجور» إن الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» أعلن لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توقعاته بانتهاء الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها، والتي استمرت لأكثر من 3 شهور، سريعا. وقال الرئيس الأميركي:»نحن نحاول حاليا حل تلك المشكلة وأعتقد أننا سنصل للحل قريبا». ومن جهته رحب صاحب السمو بكلمة الرئيس الأميركي.
وأضافت الصحيفة الفرنسية: «صاحب السمو ندد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتدابير الدبلوماسية والاقتصادية، التي اتخذت ضد بلاده مشيرا إلى أن قطر تعرضت لحصار جائر وأنها لن تخضع للوصاية.
في وقت حاسم
من جانبها، قالت شبكة «بلومبرغ» الإخبارية، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الأمم المتحدة «يأتي في وقت حاسم»، وسط أجواء الحصار الذي تقوده السعودية، مشيرة إلى أن حضرة صاحب السمو، حاول عبر خطابه إنهاء الجمود الذي كان المشهد البارز في المنطقة الخليجية، في الأربعة شهور الأخيرة.
وقالت الشبكة العالمية: «دعا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دعم مطالبته بانهاء الأزمة المستمرة منذ شهور، بين بلاده ورباعي الحصار الذي تقوده السعودية، وهي بادرة طيبة من قطر».
ونقلت الشبكة، عن حضرة صاحب السمو تشديده على أن الحصار «غير العادل»، هو «محاولة لزعزعة استقرار دولة ذات سيادة»، مضيفاً أن الدوحة تزدهر بالرغم من الحصار، باستخدام الطرق البحرية والجوية خارج سيطرة خصومها.
وقالت الشبكة: «خطاب صاحب السمو يؤكد أن قطر منفتحة على الحوار مع دول الحصار».
على الجانب الآخر، قال موقع «برس تي في» البريطاني، إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أكد على رفض الدوحة الاستسلام إلى الإملاءات بالضغط والحصار، ونقلت عن حضرة صاحب السمو كلماته الثمينة، التي وجهها للعالم، من على منصة الأمم المتحدة، وقال فيها إن «القيادة القطرية اتخذت موقفا منفتحا تجاه الحوار دون إملاء».
ولفت الموقع، إن أن الدوحة تكثف جهودها العالمية في الفترة الحالية لتأكيد أنه لا تأثير للحصار عليها، واختتم: «حضرة صاحب السمو كان مع رؤساء الدول في تركيا والمانيا وفرنسا قبل وصولهم إلى نيويورك الاسبوع الماضي، وتكثيف هذه الجهود الدبلوماسية قد يبشر بحل قريب للأزمة الخليجية المتزايدة، خاصة وأن هناك رغبة من البيت الابيض، وأكبر دول العالم لحلها في أسرع وقت».