+ A
A -

أمس وقفت واشنطن للمرة الثامنة والثلاثين في وجه قرارات تنتقد الكيان الإسرائيلي أو تطالبه بوقف إطلاق النار في غزة أو بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 وبعدها إلى جانب رفض قاطع لإدانة دولة الاحتلال بسبب حرقها المسجد الأقصى أو اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس عام 2004.

وفي عام 2011 أفشلت الولايات المتحدة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي رغم موافقة 14 عضوا على هذا القرار.. وقبل ذلك بربع قرن لجأت الولايات المتحدة لحق الفيتو عام 1976 ضد مشروعي قرار كانا يطالبان بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وفي عام 2023 اتخذت واشنطن حق النقض ثلاث مرات ضد قرارات بوقف فوري لإطلاق النار في غزة التي تتعرض لإبادة وارتكبت حتى الآن مئات المجازر أودت بحياة ما يقارب 20 ألف شهيد وستين ألف جريح وتدمير أكثر من 60% من بيوت غزة. أميركا بعدم حيادها تعيد العداء لها.. بعدما كانت قد كسبت احترام العالم العربي بمطاردة الإرهاب.. وإبداء رغبتها بتحقيق السلام في المنطقة..ها هي تعود إلى دائرة العداء لوقوفها المطلق مع إسرائيل..التي ترتكب المجازر بحق أطفال ونساء في غزة.

إسرائيل قد تنتصر عسكريا ولكنها خسرت هي وواشنطن أخلاقيا وأميركا ستكون أكبر الخاسرين، فلقد توقفت أمام أطفال يدققون في صناعة ما يودون شراءه ويتركون على الرفوف ما صنع في «يو اس أي»!!!

سمير البرغوثي كاتب وصحفي فلسطيني

copy short url   نسخ
10/12/2023
150