+ A
A -

نادرا ما حدث، ما يقع الآن في غزة، لم يشهد التاريخ الحديث مجازر مفتوحة كتلك التي نشاهدها اليوم حيث توجد أكبر كثافة سكانية بالكيلومتر المربع في العالم. أسقطت على غزة آلاف الأطنان من القنابل شديدة التفجير والصواريخ المحرمة في المناطق السكنية، وهدّمت العمارات فوق ساكنيها وصارت الأشلاء في كل مكان. رائحة الموت ومناظر الدم في كل مكان والجثث ملقاة في الطرقات بشكل لم يشهد له العالم مثيلا.

كنا نظن أن آلة الموت الصهيونية ستتوقف بعد ما ارتكبته من مجازر قبل الهدنة القصيرة لكنها عادت أشد قوة وعنفا لا يردعها رادع ولا يوقفها أحد. الثابت أن حرب الإبادة تهدف إلى قتل كل سكان غزة وتسويتها بالأرض، وإنهاء الوجود الفلسطيني فيها بعد أن بارك العالم هذه الجرائم واعتبارها حقا مشروعا للصهاينة.

ويمارس المحتل أبشع الجرائم على مرمى ومسمع من العالم، غير مكترث بصور الإبادة التي تغرق وسائل التواصل. ولا يخشى المحتل المحاكم الدولية والا القانون الدولي ولا المواثيق والأعراف ولا حتى إنسانية الإنسان فهو كيان لا يعرف إلا منطق البطش.لا أحد يعرف مصير غزة وشعبها بعد المذبحة الكبرى فقرارها بيد النظام الدولي.. لكنّ الثابت الأكيد أن المحتل قد هزم هزيمة نكراء لم يكن يتوقعها، وها هو ينتقم بالقصف العشوائي للمدن والمستشفيات والمدارس ولا يزال إلى اليوم عاجزا عن تحقيق أي تقدم يذكر داخل القطاع.

لم ينجح الصهاينة في تدمير إرادة الحياة عند شعب غزة بعد كل القصف والقتل الوحشي لكنهم نجحوا في كشف حقيقتهم للعالم أجمع بعد أن ظهروا أشد سادية ودموية من النازية نفسها.

copy short url   نسخ
07/12/2023
120