+ A
A -
علي باكير كاتب عربي

المعلومات المضللة كانت ولا تزال عنصراً مهمّاً في الحروب على مختلف أشكالها، لكن دور وأهمّية وتأثير «المعلومات المضللة» أصبح اليوم أكبر من أي وقت مضى ولا ينحصر فقط على التداعيات السياسية المحتملة أو محاولة تغيير وجهة نظر أو طريقة تفكير الشريحة المستهدفة من الناس في هذا الفريق أو ذلك، وإنما «للمعلومات المضللة» القدرة على أن تتسبب بكوارث حقيقية على أرض الواقع وأن تتسبّب بقتل الناس وأن تكون أداة لتشريع القتل وحماية القاتل وتبرير أفعاله الإجرامية تماما كما تفعل إسرائيل في غزّة.

خلال العقدين الماضيين، وبعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ مفهوم «المعلومات المضلّلة» بالانتشار بشكل أكبر، لكن تمّ ربطه ببعض الفاعلين دون غيرهم على المستوى الدولي والإقليمي.

لكنّ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينيين في غزّة وطبيعة تفاعل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية مع هذه الحرب على المستوى الإعلامي ـ من بين مستويات أخرى ـ يتغيّر اليوم من هذا المفهوم ويكسر الادعاء القائل بحصريّة الاستخدام من دول بعينها دون أخرى. المتابع للتغطية الإعلاميّة الأميركية منذ 7 أكتوبر على الأقل، يستطيع أن يلاحظ أنّ وسائل الإعلام الأميركية تشن حرباً على الحقيقة وأنّ سلاح «التضليل الإعلامي» يلعب دوراً رئيسياً في هذه الحرب.

تُعرّف وزارة الخارجية الأميركية المعلومات المضللة بأنها معلومات كاذبة يتم نشرها عمدًا للتأثير على الرأي العام أو إخفاء الحقيقة. إنها شكل من أشكال الدعاية التي غالبا ما تستخدم لزرع الفتنة، وتقويض المؤسسات، وتعزيز الرسائل السلبية.

ما لا تأخذه الولايات المتّحدة اليوم بالحسبان هو أنّ اعتمادها بشكل شبه كلي على التضليل الإعلامي كوسيلة من وسائل دعم إسرائيل في الحرب على الفلسطينيين في غزّة سينعكس عليها غدا بالضرورة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحتى أمنيّاً، وسيكون من الصعب جداً حينها عكس عقارب الساعة إلى الوراء.عربي 21

copy short url   نسخ
19/11/2023
10