+ A
A -

المشهد في غزة وفي الإقليم وفي العالم كله لم يعد يحتاج كثيرا من البيان والتوضيح بعد بشاعة المجازر المرتكبة هناك وصمت العالم تجاه هذه المجازر ومشاركته فيها.

لعل هذا الأمر هو المكسب الأساسي والمكسب الأبرز من هذه الحرب العالمية التي تشنّ ضد قطعة صغيرة من الأرض وشعب محاصر برا وبحرا وجوا.

حجم الصدمة لا يُصدّق وعلى كل المستويات فكيف يمكن لهذا العالم الذي صدّع الرؤوس بحقوق الإنسان والحريات والشرعية الدولية والقانون الدولية والصحة العالمية أن يتفرّج صامتا على مجازر مفتوحة ضد الأطفال والنساء والشيوخ ؟ كيف يمكن الصمت تجاه مذبحة يقتل فيها أكثر من خمسة آلاف طفل دون أن تتحرك القوى الدولية لإيقاف المجزرة ؟

أين مجلس الأمن الدولي؟ وأين منظمات الأمم المتحدة؟ وأين محكمة العدل الدولية ؟

يبدو أن الكيان المحتل هو من يحكم هذه المنظمات ويوجهها بعد أن أحكم سيطرته على مركز القرار الأميركي والأوروبي وهو الأمر الذي يفسّر استهانته بكل القرارات الدولية. لكن إذا كانت المنظمات الدولية عاجزة عن وضع حد لهذه المجزرة المفتوحة والتي ترتقي إلى مستوى جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية فماذا عساه يفعل شعب فلسطين تجاه المذبحة ؟

الثابت أن الإبادة التي ترتكبها عصابات المحتل لن تتوقف ما لم تجد قوة رادعة.. كيف يمكن إقناع الشعوب بالسلام مع كيان مجرم قاتل مغتصب ؟ وكيف يمكن إقناع الجماهير بالحوار مع قتلة الأطفال والنساء ؟ كيف يمكن الحوار مع من يغتصب الأرض ويعتبر العرب والمسلمين حيوانات بل دون الحيوانات يجب قتلهم وتصفيتهم وإخراجهم من ديارهم بالقوة والسلاح ؟

لقد ذابت كل المساحيق وسقطت كل الأقنعة ولم يعد ممكنا بعد اليوم وبعد كل مشاهد الموت والأشلاء والدماء الخوض في أية صورة من صور الحوار والتواصل مع عدوّ لا يعرف غير لغة الإبادة والقتل.

محمد هنيد أستاذ محاضر بجامعة السوربون

[email protected] -

copy short url   نسخ
16/11/2023
35