+ A
A -
قبل أن تقرأ هذا المقال تأكد أن كل ما جاء في الدراسات التي سوف أعرضها حول كيفية صناعة الوعي والرأي العام هي من قبيل الوهم.. لسبب بسيط لأنني أنا من صاغ هذه النظريات! وهذا أكبر دليل على أنها وهم.
النظرية الأولى: الهوشة..
يقول العالم النمساوي (سيغموند يوهان) في تفسيره لنظرية «الهوشة»: أن الرأي العام في المجتمعات المتطورة يتشكل بداية عن طريق «هوشة» أي اختلاف لا أكثر في وجهات النظر بين اثنين في مدرسة ثانوية في الحصة الأولى، حول أيهما أعلى قيمة فنية، شلة «وتسبدي «أو شلة «من نظرة الرجال تعرف خوافيه»؟ ولطبيعة الخلاف فكل شخص يستعين بفريق الفزعة لا يهم أن يكون له رأي محدد في قضية الخلاف المهم أن يفزع؛ لتتحول الحصة الأخيرة إلى ما هو أشبه بالحرب العالمية الثالثة.. القتلى بالعشرات، والجرحى بالمئات، وسيارات الشرطة تملأ المكان ليتم حبس مدير المدرسة بهدف امتصاص الغضب الشعبي لتهدئة النفوس.
النظرية الثانية: فاشنيستا..
يؤكد العالم الايطالي (سيمون باولو) صاحب نظرية «الفاشنيستا» في علم الاجتماع أن الفاشنستي لفظ يطلق على الأشخاص الذين يتتبعون آخر صيحات القضايا، والمشاكل الاجتماعية، حيث يملكون أسلوباً، وذوقاً، خاصين في كيفية توظيف وتوجيه الرأي العام لصالحهم سواء عن طريق إثارة النعرات الطائفية أو الجنسية أو دينية، في عالم التواصل الاجتماعي، ليتهافت عليها الجمهور، لا يهم ماذا يعرض! المهم أن تبدي إعجابك بالمعروض، حتى يقال عنك إنك تفهم في الموضة، وهنا تجد المسؤول يتابع كل تفاصيل الحدث، إذا راق العرض للجمهور صفق معهم، وإذا لم يرق لهم سل سيفه البتار.
النظرية الثالثة: المسرح..
صاحب نظرية «المدرسة» هو العالم البريطاني (ارثر ويليم) حيث يعتقد أن الرأي العام يتشكل بداية مع من يصنف نفسه بالسياسي المحنك، أو العسكري المتقاعد، أو المثقف المتوثب، أو الإعلامي العالم، أو الناصح الأمين، أو الاقتصادي الخبير، أو القانوني الغاوي، أو كل هذه الألقاب معاً، حيث يتصور نفسه قبل ان يخط كلماته بأنه فوق خشبة مسرح في مواجهة الجمهور، لا يفكر بكيفية الارتقاء بهذا الجمهور، ولكن يفكر بأفضل الطرق لاستدرار عاطفتهم! لتجده يقول: ما يعلم أنه يروق للمتابعين، وتأتيه ردود الأفعال المؤيدة، وينتشي أكثر حتى تجده يرغي ويزبد وسط تصفيق حار، ولا يملك المسؤولين هنا إلا لتصفيق له ودعوته للمشاركة في حفل إطلاق مبادرتهم الجديدة وهي صناعة جيل المستقبل!
النظرية الرابعة: مصيدة التسلل..
تعتمد هذه النظرية التي صاغها عالم الاجتماع الارجنتيني (ميسي بن آل ورعان) على وجود خط وهمي تجاوزه لاعب اجنبي وسجل هدفاً في مرمى النادي الوطني هنا ثار شعور بالخوف حول الهوية التي تم اختراقها لينزل الجمهور دون وعي بتحريض من اللاعبين إلى الملعب ويختلط الحابل بالنابل ولا يجد الحكم سوى أن يعلن أن الهدف تسلل رغم أن الهدف قانوني %100.
النظرية الرابعة: جلسة طرب..
بسبب دواعي الرقابة امتنع عن نشر هذه الدراسة واسم صاحبها واكتفي بنشرها في حسابي الخاص لمن أراد زيادة الاطلاع.
في الختام.. كانت صناعة الرأي العام والوعي تقوم على قيادة المثقف للجمهور بالعقل والمنطق.. ولكن أصبح الجمهور العاطفي هو الذي يقود المثقف.
بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
26/05/2016
3916