+ A
A -
كل الدراسات التي تستشرف المستقبل من الآن وحتى العام 2050 لا تضع للمسلمين أي مكانة في الجغرافيا السياسية والتغيرات الجيوسياسية وموازين القوي المتغيرة في العالم، وإذا تم التعرض للدول الإسلامية أو الحديث عنها فيتم الحديث عنها بصيغة المفعول به، فهي لا حول لها ولا قوة، وكل دورها ومكانتها هو أنها الفريسة سواء للقوى القائمة حاليا والمتمثلة في الولايات المتحدة الأميركية أو القوى الصاعدة التي يمكن أن تنافسها وتقتسم معها مستقبل العالم وهي روسيا والصين والهند، فكل من الدول الثلاث لها استراتيجية ومشروع ومقومات ورؤية تضعها في مجال المنافسة مع الولايات المتحدة التي تتضعضع قوتها يوما بعد يوم بفعل العوامل الكثيرة التي تؤدي إلى انهيار الإمبراطوريات والتي بدأت تنخر في الجسد الأميركي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فهي كما وصفها المؤرخ الأميركي الشهير بول كيندي صاحب كتاب «نشوء وسقوط القوى العظمى» في مقاله الذي نشره بعد خمسة أيام فقط من أحداث الحادي عشر من سبتمبر في 17 سبتمبر 2001 في صحيفة «فاينناشال تايمز» واصفا ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية بأنه بداية هبوط النسر أي بداية تراجع القوة الأميركية ونزولها إلى الأرض «النسر الذي هبط».
وحينما أجريت معه حوارا في برنامجي بلا حدود في العام 2005 قال: «إن الإمبراطوريات تبدأ في الهبوط والضعف والتراجع حينما يزداد إنفاقها العسكري وحينما يواجهها عدوها بسلاح ضعيف يكسر قوتها»، ولعل أي متابع لما يجري في الولايات المتحدة من تخبط في الإدارة التي يقودها ترامب وكذلك التراجع الخارجي والضعف في معالجة كثير من الملفات والقضايا والهدوء الذي تتعامل به الصين مع الولايات المتحدة في ظل الصخب الروسي والصمت الهندي يوحي بأن قوة تتراجع وقوى أخرى تتقدم بهدوء وثبات لتحل محلها شيئا فشيئا، فاستراتيجية الحزام والطريق التي أعلنت عنها الصين والتي أطلقتها من خلال القطار الذي خرج من الصين حتى وصل إلى بريطانيا مرورا بعشرات الدول في آسيا وأوروبا تدل على أن رؤيتها لإعادة طريق الحرير عبر أوراسيا حيث لا مجال لمستقبل أوروبا دون تواصل لها مع آسيا حيث لا يهدف المشروع إلى أهداف تجارية واقتصادية فحسب وإنما هي رؤية سياسية وجيوسياسية واستراتيجية تؤكد أن الإمبراطورية التي ظلت داخل سور الصين العظيم قررت أن تمد أسوارها عبر آسيا وأوروبا حتى بريطانيا ولم يقف الأمر عند حدود الطريق البري وإنما أطلقت معه الطريق البحري الذي يمر بدول الشرق الأوسط والعالم العربي، وهذه رسالة واضحة للولايات المتحدة التي تحاول أن تحاصر الصين في بحر الصين الجنوبي بالبوارج والأساطيل أن الصين تغزوها في عمق مناطق نفوذها وإن كان بالصفقات التجارية والاتفاقيات الاقتصادية في البداية لكن الصين تركز بهدوء على انتزاع السيادة على الجزر الكثيرة في بحر الصين الجنوبي أو حتى صناعة جزر تمد من خلالها نفوذها ووجودها العسكري الذي بات قريبا من القواعد العسكرية الأميركية في الفلبين وغيرها من دول جنوب شرق آسيا، إنها صانعة المستقبل الذي ليس لنا وجود فيه.
وحينما أجريت معه حوارا في برنامجي بلا حدود في العام 2005 قال: «إن الإمبراطوريات تبدأ في الهبوط والضعف والتراجع حينما يزداد إنفاقها العسكري وحينما يواجهها عدوها بسلاح ضعيف يكسر قوتها»، ولعل أي متابع لما يجري في الولايات المتحدة من تخبط في الإدارة التي يقودها ترامب وكذلك التراجع الخارجي والضعف في معالجة كثير من الملفات والقضايا والهدوء الذي تتعامل به الصين مع الولايات المتحدة في ظل الصخب الروسي والصمت الهندي يوحي بأن قوة تتراجع وقوى أخرى تتقدم بهدوء وثبات لتحل محلها شيئا فشيئا، فاستراتيجية الحزام والطريق التي أعلنت عنها الصين والتي أطلقتها من خلال القطار الذي خرج من الصين حتى وصل إلى بريطانيا مرورا بعشرات الدول في آسيا وأوروبا تدل على أن رؤيتها لإعادة طريق الحرير عبر أوراسيا حيث لا مجال لمستقبل أوروبا دون تواصل لها مع آسيا حيث لا يهدف المشروع إلى أهداف تجارية واقتصادية فحسب وإنما هي رؤية سياسية وجيوسياسية واستراتيجية تؤكد أن الإمبراطورية التي ظلت داخل سور الصين العظيم قررت أن تمد أسوارها عبر آسيا وأوروبا حتى بريطانيا ولم يقف الأمر عند حدود الطريق البري وإنما أطلقت معه الطريق البحري الذي يمر بدول الشرق الأوسط والعالم العربي، وهذه رسالة واضحة للولايات المتحدة التي تحاول أن تحاصر الصين في بحر الصين الجنوبي بالبوارج والأساطيل أن الصين تغزوها في عمق مناطق نفوذها وإن كان بالصفقات التجارية والاتفاقيات الاقتصادية في البداية لكن الصين تركز بهدوء على انتزاع السيادة على الجزر الكثيرة في بحر الصين الجنوبي أو حتى صناعة جزر تمد من خلالها نفوذها ووجودها العسكري الذي بات قريبا من القواعد العسكرية الأميركية في الفلبين وغيرها من دول جنوب شرق آسيا، إنها صانعة المستقبل الذي ليس لنا وجود فيه.