يقول المرجفون والمخذولون: كان الناس يعيشون بهدوء، ويأكلون ويشربون، فهل كان الأمر يستحق؟!

وهذا هو شأن البهائم دوما أنها لا تفكر إلا بالعلف! تسمن بهدوء لتذبح نهاية المطاف، أما مصطلح الكرامة فمصطلح إنساني لم تسمع به الدواب يوما! وهؤلاء الدواب يوجد منهم في كل شعب حتى في شعبنا نحن أهل المعركة!

ويقولون: ماذا عن كل هذا العدد من الضحايا؟

أولا: هؤلاء شهداء بإذن الله وليسوا ضحايا!

ثانيا: إن الثبات على العقيدة والمبدأ عبادة وليست تجارة لتقارن بالثمن!

أصحاب الأخدود أحرقوا جميعا فسمى الله هذا فوزا عظيما!

وسمية طعنها أبو جهل بالحربة وهي مثبتة بالأوتاد في الأرض، وهي رغم هذا أول شهداء الإسلام!

ويقولون: ألا تشفقون على هذه الأشلاء؟

بلى والله إن قلوبنا لتتقطع، ولكن الذي قتلهم هو الاحتلال وليس المقاومة!

بكى النبي ﷺ مقتل حمزة بن عبد المطلب، وأحزنه مشهد مصعب بن عمير وقد قطع ذراعاه!

ولكن الذي قتلهما هي قريش وليس النبي ﷺ حين خرج بهم إلى المعركة!

ويقولون: أيرضيكم كل هذا الكم من الدمار؟

أنتم تفكرون ببناء بيت ونحن نفكر ببناء وطن ودولة!

وإن الذي هدم البيوت هو الاحتلال وليس المقاومة، لا أحد في اليابان يقول إن هيروشيما وناكازاكي دمرهما الجيش الياباني لأنه خاض الحرب، الكل يعرف أن الذي دمرهما هي أميركا! هذا وهي حرب على الاقتصاد وأماكن النفوذ وليست كحربنا على العقيدة والوجود!

ويقولون: القيادات خارج غزة لماذا لا يشاركون في المعركة؟

لم يشارك النبي ﷺ في كل المعارك التي خاضها المسلمون في حياته!

ولم يخرج أبو بكر بنفسه لقتال المرتدين!

وعمر بن الخطاب فتح الدنيا وهو في المدينة المنورة!

إن بطل الحرب ليس هو وحده الذي يخوضها، البطل الحقيقي هو الذي أعد لها!

ولولا الذين في الخارج ما دخل إلى غزة الكورنيت الذي يشطر دبابات الميركافا إلى نصفين!

ويقولون: ماذا إن دخل الاحتلال إلى غزة؟

الصهاينة الجبناء لم يدخلوها مع موسى عليه السلام، أتحسبون أنهم سيدخلونها مع نتانياهو! غزة أكبر منهم!

ويقولون: فإن كان هناك نصر كما تزعمون فما ذنب الذين قتلوا الآن؟

لن يشهد الجميع النصر، استشهد ياسر وسمية قبل الهجرة، واستشهد حمزة ومصعب قبل الفتح!

ثمة دم يجب أن يعبد الطريق، نحن مسؤولون عن السعي لا عن النتائج، عن المسير لا عن الوصول، عن القتال لا عن النصر، أما النصر فهو وعد الله آتٍ لا محالة، وكل من مات على الطريق فاز ولو لم يصل!

ويقولون: أنتم في مواقع التواصل ليس لكم إلا الكلام!

ما كان شعر حسان بن ثابت إلا كلاما، وقد شبهه النبي ﷺ بنضح النبل!

فإن كنتم لا ترون في الكلام إلا الكلام فاسألوهم في تل أبيب عن خطابات أبي عبيدة، هي والله لا تقل بأسا عن رشقات الكتائب!