+ A
A -

في بداية الحرب على غزة حاولت دولة الاحتلال إلصاق كل التهم بالمقاومة وشيطنتها، ونزع الإنسانية عنها من أجل تبرير قصفها وإبادتها. اختلقت سلطات الاحتلال قصصا خيالية مثل قطع رؤوس الرضّع واغتصاب النساء وقتل الأطفال ودفعت بوسائلها الإعلامية إلى نشرها على نطاق واسع لاتهام المقاومة بالإرهاب.

لكن سرعان ما تبيّن كذب الرواية الصهيونية وزيفها بعد أن فضحتها وسائل الإعلام العالمية، ثم تراجعت عنها الأذرع التي روّجت لها. لكن الأبشع من ذلك هو أن الاحتلال الصهيوني قد ارتكب أبشع الجرائم وأشدها وحشية وعنفا ضد المدنيين الفلسطينيين وآخرها جريمة المستشفى الأهلي التي راح ضحيتها قرابة ألف ضحية.

قامت قوات الاحتلال بقصف القطاع المحاصر بالقنابل بشكل عشوائي واستعملت القنابل الفسفورية المحرمة دوليا كما استعملت القنابل الانشطارية والفراغية، وغيرها من المتفجرات التي يمنع استعمالها ضد المدنيين وفي الأماكن السكنية المغلقة.

كل هذا الإجرام لم يحرك المجتمع الدولي والرأي العام العالمي خاصة الرسمي منه والذي بالغ في دعم جرائم الاحتلال بشكل علني لم يسبق من قبل بل إن بعض الدول الأوروبية سنّت قوانين سريعة لتجريم التعاطف مع فلسطين أو مع المقاومة. إن الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل في فلسطين هي جرائم يشاركه فيها الغرب الأوروبي والولايات المتحدة بشكل مباشر ومفضوح هذه المرة.

فجأة تعطل القانون الدولي وتعطلت حقوق الإنسان وسقطت شماعة السلم الدولي بعد أن أطلق النظام العالمي يد الكيان المحتل لتقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتهدم المنازل على رؤوس ساكنيها دون أن تخاف من أية ردة فعل دولية ممكنة. إن هذا الإجرام الدولي يؤشر على بداية نهاية الهيمنة الصهيونية في فلسطين ويزيح آخر أوراق التوت عن القيم الغربية الكاذبة التي طالما تغنت بحقوق الإنسان واحترام القانون الدولي والشرعية الدولية.

بعد هذه الجرائم البشعة التي تتم بمباركة النظام العالمي هل يمكن أن ننتظر إنصافا وعدالة من المجتمع الدولي ؟ كيف يمكن أن ترتكب جرائم ضد الإنسانية بهذه البشاعة ولا يتحرك أحد ؟

في نهاية المطاف لا بد أن نقر نحن العرب والمسلمون اليوم أن القانون الدولي ليس إلا أكذوبة غربية للهيمنة وإخضاع بقية الأمم والشعوب. ولا بد أن ندرك يقينا أن حقوق الإنسان وبقية المقولات والشعارات ليس إلا أراجيف وأباطيل لامتصاص غضب الشعوب وإيهامها بوجود عدالة وقانون يحفظ للإنسان حقوقه.

ستتحرر الأرض بفضل المقاومة وبفضل تشبث أصحاب الحق بحقوقهم لا بالشعارات ولا بالقانون الدولي وأكذوبة حقوق الإنسان التي بان كذبها وزيفها.

copy short url   نسخ
19/10/2023
110