+ A
A -

ما حدث أشبه بالمعجزة بل هو لا يزال غير قابل للتصديق بسبب سرعة الإنجاز والقدرة على تحقيق فتوحات لم تتحق منذ احتلال أرض فلسطين. نجحت المقاومة الفلسطينية في اكتساح منطقة تبلغ مساحتها أضعاف قطاع غزة وأسقطت حصونا واحتلت قواعد عسكرية وثكنات.. لقد أسقطت في الحقيقة أسطورة الجيش الذي لا يهزم.لا يزال العالم كله مشرقا ومغربا تحت أثر الصدمة حيث بادرت الدول الغربية سريعا بإعلان دعمها المطلق للكيان المحتل واصفة حركة المقاومة الفلسطينية بالحركة الإرهابية.

المشهد ليس جديدا في قطاع غزة من حيث قدرة إسرائيل على تحقيق دمار شامل وهي التي تساندها الدول الغربية بكل أنواع الأسلحة والعتاد منذ عقود. لكن من جهة العدو فقد نجحت المقاومة بإمكانياتها البسيطة في تحقيق نصر كاسح هو الأكبر من نوعه في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بشكل طغت فيه أخبار هذا الصراع على كل أخبار العالم.الأخطر من كل ذلك هو توقع كثيرين بأن يتسع نطاق الحرب لتتحول إلى حرب إقليمية بعد أن حركت الولايات المتحدة حاملات طائراتها نحو المنطقة بحجة دعم الكيان المحتل. لكن هذا التحرك الذي يفتح المنطقة على كثير من الاحتمالات يؤكد من جهة أخرى عجز الكيان عن حماية نفسه بنفسه وهو الأمر الذي تطلب تدخلا مباشرا من دولة عظمى.

إن أي حرب في المنطقة ستكون تداعياتها خطيرة على الجميع لأنها ستؤدي إلى انفتاح دورة العنف.

قضية فلسطين هي أولا وأخيرا قضية أرض محتلة وسيادة مغتصبة ووطن سليب وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فلا توجد أرض عبر التاريخ حررت بالشعارات والقصائد والمفاوضات. المقاومة أولا والمقاومة أخيرا.

copy short url   نسخ
12/10/2023
45