دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قادة ورؤساء الحكومات الإسلامية لقمة طارئة تعقد اليوم الأربعاء في اسطنبول للرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية لها ستكون كاشفة للوجوه الحقيقية لحكام وحكومات الدول العربية والإسلامية وموقفها الحقيقي من القدس وإسرائيل وذلك من خلال عدة محاور؛ من أهمها مستويات التمثيل التي ستشارك في القمة، هل سيعتبر قادة الحكومات العربية والإسلامية القدس هي قضية الأمة بحق فيأتوا بأنفسهم ليشاركوا فيها وتكون لهم مواقف يسجلونها ولو بالكلام وإبراز موقفهم من القرار الأميركي لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل والاغتصاب الصهيوني لفلسطين، أم أنهم سوف يكتفون بإرسال ممثلين لهم يحضرون فقط لذر الرماد في العيون ولإثبات الوجود وعدم الحرج أمام شعوبهم التي خرجت تستنكر القرار الإسرائيلي والاحتفاء الإسرائيلي به طوال الأيام الماضية..
الأمر الثاني هل سيسعى كل منهم لكي يلقي ولو كلمة أو جملة يثبت بها أنه ضد هذا القرار، لاسيما الذين تأخروا حتى اليوم ولم يتحدثوا بكلمة واحدة بل إن أحدهم أسرع بإرسال الوفود العلنية لزيارة إسرائيل في الوقت الذي يطلق فيه الجنود الصهاينة النار على صدور الفلسطينيين الذين خرجوا ليقاوموا المحتل بالحجارة ويعترضوا على القرار الأميركي؟!.
أيضا هل سيكونون على قلب رجل واحد في صياغة بيان ولو بالكلام يتجاوز الشجب والإدانة إلى الموقف الموحد، أم أنهم سيقضون الساعات لمراجعة العبارات وحذف الكلمات التي لا تغضب ترامب أو نتانياهو أو حتى الصهاينة العرب الذين أصبحوا أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم؟.. وهل يمكن لهذه القمة أن تكون بالفعل قمة استثنائية فيتم اتخاذ بعض القرارات العملية التي يمكن أن تحرج الولايات المتحدة وتثبت للأميركان والعالم أن ترامب اتخذ القرار الأكثر غباء في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة؟ وهل يمكن للدول التي تضع يدها في يد إسرائيل أن تسحب يدها وأن تتراجع عن التحالف مع العدو الصهيوني ودعمه أم أنهم حقا يستمدون شرعيتهم ووجودهم من تحالفهم مع نتانياهو ودعم الولايات المتحدة لهم؟.
تساؤلات كثيرة يمكن طرحها عن القمة الإسلامية اليوم، لاسيما وأن منظمة المؤتمر الإسلامي قد شكلت في عام 1969 بعد حريق المسجد الأقصى، وها هي تنعقد اليوم من أجل القدس والأقصى أيضا، حيث انتقل الأمر من حريق الأقصى إلى السيطرة على الأقصى والقدس. والعجيب أن إسرائيل لم تتوقف عن تنفيذ حلمها بهدم الأقصى وبناء الهيكل على أطلاله، فأقامت معهدا لسدنة الهيكل وتخرجت الدفعة الجديدة من هؤلاء السدنة قبل انعقاد القمة بيومين اثنين في تحد واضح للمسلمين وقادتهم وكأن إسرائيل تقول للجميع نحن ماضون في خططنا وإذا كنا قد حرقنا الأقصى فلم تخرج أية تظاهرات ونامت جولدا مائير وقادة إسرائيل وقتها ملء جفونهم، والآن تم إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة كاعتراف عالمي بها دون أن تتحرك دولة واحدة لاتخاذ إجراء عملي، وأقصى ما حدث هو أن سمحوا للشعوب بالتظاهر والتنفيس عن أنفسهم ثم العودة آمنين لبيوتهم وكأنهم قد أدوا رسالتهم تجاه القدس والأقصى.
اليوم سيجتمع القادة والزعماء العرب والمسلمون..
وإنا لمنتظرون!!!
بقلم : أحمد منصور