+ A
A -

في الوقت الذي تحولت فيه بلاد العرب إلى مساحة مفتوحة على الحروب والاضطرابات تضاعفت أعداد المهاجرين والهاربين من جحيم الأوطان. ليس السوريون أو العراقيون أو اليمنيون أو السودانيون وحدهم المشمولون بهذه الظاهرة الجديدة التي تضاعفت وتيرتها في السنوات الأخيرة بل إن مصر ودول المغرب الكبير صارت موطن انطلاق لمراكب الهجرة غير الشرعية يوميا.

أدى ذلك في مرحلة موالية من وصول أجيال من المهاجرين إلى ظهور ردود أفعال متباينة من المجتمعات التي يعيشون فيها وخاصة المجتمعات الغربية ووصل الأمر في السنوات الأخيرة إلى صعود تيارات سياسية وفكرية متطرفة تدعو علنا إلى طرد المهاجرين.

لكن الجديد أيضا هو ظهور وجهات جديدة للهجرة العربية ممثلة في تركيا الصاعدة التي تضاعفت نحوها أمواج المهاجرين واللاجئين بعد ثورة سوريا. طرح وجود المهاجرين واللاجئين العرب في تركيا مشكلة كبيرة خاصة من ناحية أعداد القادمين إليها والذين تقدر أعدادهم بالملايين.

صحيح أن الأحزاب والجماعات اليمينية والقومية المتطرفة قد وجدت ضالتها في ملف المهاجرين كما هو الحال في بقية الدول الأوروبية لكنها في الحالة التركية تهدد المجتمع بالتصدّع بسبب الطابع الإسلامي المحافظ لجزء كبير من المكون التركي.

هذا الأمر هو الذي دفع السلطات التركية مؤخرا إلى الإسراع بردّ الفعل لوضع حدّ لهذا النزيف ومواجهة المجموعات العنصرية التي تروّج لخطاب الكراهية ضد الأجانب حتى لا تتضرر صورة تركيا عربيا ولا تتأثر القطاعات الاقتصادية الحساسة بهذه السلوكات.

محمد هنيد أستاذ محاضر بجامعة السوربون

copy short url   نسخ
28/09/2023
40