+ A
A -

شكل خطاب سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على منبر الأمم المتحدة مادّة دسمة للتفاعل الإعلامي على منصات التواصل القطرية والعربية بشكل خاص. وهو الخطاب الذي أكّد ثبات الموقف القطري الرسمي من القضايا العربية والدولية التي غاب المدافعون عنها في أروقة الأمم المتحدة منذ سنوات بسبب ما طرأ على المنطقة من تحولات عميقة تسببت في ضمور الحضور العربي المدافع عن قضايا الشعوب بخطاب مفتوح.

تعرض الخطاب إلى أهم الملفات العربية المتعلقة بمعاناة الشعوب في سوريا وفلسطين والسودان وغيرها من الدول العربية التي تعاني من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية، كما أكد الخطاب على ضرورة وضع حدّ للانتهاكات والجرائم التي تتعرض لها مجتمعات بكاملها بسبب الحروب والنزاعات والاقتتال المسلح بين مختلف الأطراف والقوى التي تكون الشعوب ضحيتها الأولى.

لكنّ حسابات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي قد ركزت على إشارة سمو أمير دولة قطر إلى ظاهرة العنصرية المتصاعدة وانتشار مظاهر الكراهية وازدراء الأديان وخاصة تلك المتعلقة بحرق القرآن الكريم والاعتداء على المقدسات مستشهدا بالآية الكريمة «خُذ العفوَ وأْمرْ بالعُرف وأَعرض عن الجاهلين» فالقرآن الكريم أسمى من أن يمسه معتوه.

من النادر عربيا أن يوجّه رئيس دولة خطابه في محفل أممي مدافعا عن مقدسات ملياري مسلم عبر العالم وسط مناخ دولي يتميز بمعاداة المسلمين خاصة في الدول الغربية والأوروبية تحديدا. كما أن دفاع دولة قطر عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم صار من ثوابت الموقف الرسمي للدولة الذي يعاضد الجهود القطرية في دعم الشعب الفلسطيني على الأرض عبر المساعدات والهبات التي لم تتوقف يوما رغم كل الضغوط والتضييقات التي تواجهها.

دولة قطر لم تغير مواقفها الثابتة من قضايا الأمة المركزية رغم ما تعرضت له من هجمات إعلامية خلال السنوات الأخيرة. لقد عرفت منطقة الخليج وكامل دول الإقليم تحولات جوهرية عميقة بعد ثورات الربيع والأحداث اللاحقة لها لكن الموقف القطري بقي ثابتا لم يتزحزح في إيمانه بعدالة القضية الفلسطينية وبحق الشعوب العربية في الحرية والكرامة وفي ضرورة تغليب الحلول السلمية على الصراعات المسلحة.

طرح خطاب سمو أمير دولة قطر تصورات مستقبلية عن قدرة الفتوحات العلمية والتكنولوجية على الحدّ من أزمات الإنسانية المتعلقة بالطاقة والغذاء والأمن العام لكنه في خلاصته لم يكن خطابا قطريا فقط بل كان قبل كل شيء خطابا بلسان الأمة العربية والإسلامية وشعوبها التي لا صوت لها فكل الشكر لدولة قطر ولسمو الأمير.

copy short url   نسخ
21/09/2023
10