+ A
A -
يشير الدكتور عبد الرزاق نوفل إلى الآية الكريمة (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلفنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما) وبالطبع لم يكن في العالم أحد يعرف مراحل نمو الجنين بهذه الدقة إلى أن جاءت الدراسات في العصر الحديث- بعد 14 قرنا- لتؤكد صدق ما جاء في كتاب الله أحسن الخالقين.
ولم يدرك أحد الأسباب الحقيقية لتحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير كما ورد بالقرآن إلا بعد أن تقدمت علوم الصحة الغذائية واكتشف العلماء الأضرار الصحية على الإنسان إذا أكل هذه المحرمات.
وقد ناقش عبد الرزاق نوفل نظرية دارون عن تطور الكائنات وأثبت عدم صحتها وبالمنطق والأدلة العلمية أصدر كتابه «سقوط داروين» والعالم البريطاني الشهير داروين في كتابه «أصل الأنواع» وضع عام 1871 نظرية عن أصل الإنسان وملخصها أن الإنسان ظهر في الكون نتيجة تطور من نوع سابق له من الكائنات، وبعد سلسلة من تطور الكائنات وصارت المرحلة الأخيرة بوجود الإنسان بعد أن وقف على قدميه وأصبحت له قامة معتدلة واكتسب العقل، وكان تفسير داروين لذلك أن الكائنات عاشت مراحل من الصراع وكان البقاء للأقوى والأصلح وفي المرحلة الأخيرة حدثت طفرة وظهر الإنسان، ولكن دارون فشل في العصور على ما سماه (الحلقة المفقودة) أي الكائن الذي كان في مرحلة الانتقال من الحيوان إلى الإنسان.
وملخص رد عبد الرزاق نوفل على هذه النظرية أنها إذا كانت نظرية علمية بحق فإنها لم تقدم أدلة مادية لإثباتها ولهذا اختلف العلماء بين قبولها ورفضها، وقد تم اكتشاف عظام آدمية بصحراء كينيا عمرها مليونان ونصف مليون سنة وهي عظام إنسان ذي ساقين لم يتطور من حيوان وبذلك تمكن العالم ريتشارد ليكى إنهاء نظرية داروين، وأقام الدليل على أن الإنسان خلق كائنا فريدا ولم يظهر نتيجة التطور من كائن آخر، وهذا ما جاء في القرآن الكريم من أن الله خلق الإنسان وفضله على كثير مما خلقه الله بقوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) «التين-4» وقوله تعالى (ولقد كرمنا بنى آدم) «الإسراء-70» وقوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) «البقرة-30» وقوله تعالى (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها حيث شئتما) «الأعراف-19» مما يدل على أن الله سبحانه خلق آدم كاملا وخلق له زوجة وكانا يأكلان من الجنة فليس في قصة الخلق شيء عن التطور، وإن كانت نظرية التطور في ذاتها صالحة لفهم ظواهر في الكون وفي المجتمع ولكنها لا تصلح لمعرفة كيفية نشأة الإنسان، وليس هناك ما يتفق مع العقل والمنطق من ناحية ومع الأدلة الكونية إلا ما جاء في كتاب الله الخالق وأمره أن يقول لشيء كن فيكون.
وهكذا أثبت عبد الرزاق نوفل أن نظرية داروين هي نظرية إلحادية لمحاولة هدم الإيمان بالدين لأسلوب فيه شبهة علمية ويقوم على تصورات وفروض ليس عليها دليل. وأخيرا أعلن العلماء على لسان العالم البريطاني جوردون راتارى تايلور أن نظرية التطور تقول بأن الحياة نشأت وتطورت على الأرض بالصدفة وقد أثبتت العلوم الحديثة أن هذا محض هراء والاختلافات شاسعة بين أنواع وفصائل الكائنات الحية والخصائص البيولوجية والعصبية لكل منها مختلفة والقول بنظرية التطور في الخلق– كما قال داروين- مرفوض من وجهة نظر العلم، ونحن نقول إن الله سبحانه علمنا ذلك منذ أربعة عشر قرنا.

بقلم : رجب البنا
copy short url   نسخ
18/11/2017
3728