+ A
A -
تعيش المنطقة حالة من الترقب والغموض غير مسبوقة، لاسيما بعد إعلان سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني استقالته من الرياض بعد استدعائه من قبل ولي العهد السعودي حتى يقابل الملك، لكن ترتيبات أخرى كانت في انتظاره منذ وصول طائرته للرياض حتى إجباره كما ذكرت مصادر عديدة على إعلان استقالته من مقر مجلس الوزراء السعودي وعبر قناة العربية السعودية في اليوم التالي وسط دهشة اللبنانيين واستغرابهم، لكن القضية الأبعد من استقالة الحريري ووضعه رهن الإقامة الجبرية في الرياض هي حالة الغموض والترقب التي تحيط بوضع لبنان والمنطقة بعد هذه الحادثة، فقد نشرت تقارير عديدة حول مخطط لإشعال الحرب الأهلية في لبنان، بينما تحدثت مصادر أخرى عن حرب إسرائيلية على لبنان تستهدف حزب الله، لكن تقارير أخرى تذهب إلى أبعد من ذلك وهو أن الهدف هو إشعال حرب مع إيران ربما تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة كلها تؤدي إلى انتعاش أكبر لمصانع السلاح وتجارته لتوفير الوظائف التي يبحث عنها الرئيس الأميركي ترامب وحلفاؤه الغربيين، ومع تبادل الاتهامات بين الإيرانيين والسعوديين واللبنانيين، وترقب ما يمكن أن يؤدي إليه هذا الوضع الغامض والذي زاد غموضا بعد زيارة الرئيس الفرنسي للرياض وبيان البيت الأبيض الذي دعا إلى احترام سيادة لبنان، نسي الناس ما يحدث في سوريا من جرائم حرب غير مسبوقة ضد شعبها منذ أكثر من ست سنوات، وما يجري في الخفاء والعلن الآن من صناعة وتحضير خرائط جديدة ستغير سوريا وتاريخها وجغرافيتها، وكذلك ما يحدث في العراق من عملية تطهير عرقي لأهل السنة غيرت كل الخرائط الديمغرافية والسياسية في العراق وجعلت أهل السنة جماعة مهمشة في دولة كانت لهم فيه السيادة والريادة والحكم طوال القرون الماضية، وكذلك ما يحدث في اليمن من جرائم حرب ونشر للأمراض ومجاعة تهدد أكثر من مليون شخص معظمهم من الأطفال، مع تقارير تشير إلى أن الرئيس اليمني وكبار وزرائه وأعضاء حكومته محتجزون أيضا في الرياض وغير مسموح لهم بالعودة لليمن.
أما ليبيا فإن حفتر أصبح الرقم الصعب بل والأساسي رغم كل جرائم الحرب التي ارتكبها بحق الشعب الليبي وما زال يرتكبها كل يوم مع حفاوة واستقبالات رسمية يحظى بها في الدول الغربية التي أصبح ضيفا رسميا دائما في قصورها الرئاسية، ومع صمت معظم حكام المنطقة عن تناول ما يجري فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان التركي يوم الثلاثاء الماضي على أن ما «يجري في منطقة الشرق الأوسط هو إعادة هيكلة لها وليست أحداثا عشوائية أبدا»، وأكد على أن تركيا ضمن هذا المخطط وأن كل ما جرى في تركيا خلال السنوات الخمس الماضية كان من فصول المؤامرة عليها ضمن هذا المخطط.
المشكلة في كل ما يجري هو أن معظم قادة وحكومات وجيوش وشعوب المنطقة ليست سوى أدوات لتنفيذ هذه المخططات التي تصنع خارج المنطقة لتحرقها وتعيد صياغتها من جديد.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
14/11/2017
7043