+ A
A -
أكدت كثير من وسائل الاعلام الغربية أن أصابع إسرائيل ليست بعيدة عما يجري في منطقة الخليج من أحداث بل ذهب بعضها إلى أن الاجراءات التي قام ويقوم بها محمد بن سلمان في السعودية قد تمت بترتيب بين ترامب ونتانياهو وبن سلمان وبن زايد، وأكدت عدة مصادر على أن لقاء صهر ترامب ومستشاره الخاص كوشنر المعروف بعلاقاته القوية مع إسرائيل مع بن سلمان سرا قبل اتخاذه هذه الاجراءات دليل على ضلوع وترتيب مباشر بين هذه الأطراف.
لكننا إذا بحثنا عن المستفيد نجد أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر والرئيسي من كل ما يجري وأن كل الترتيبات التي تجري في المنطقة ليس من الآن ولكن منذ الاحتلال الأميركي للعراق في العام 2003 هي من أجل إسرائيل وأمنها، حيث انخفضت التهديدات التي كانت تواجهها ووصلت في هذه المرحلة إلى درجة الصفر تقريبا ولم تعد هناك دول أو جيوش عربية تهدد إسرائيل أو أمنها، فالجيش المصري يمخر الفساد بين معظم قياداته التي أصبحت منشغلة إما بملاحقة المعارضين وقتلهم منذ الانقلاب الذي قام به السيسي أو بالمشروعات التي تدر المليارات على الجيش كمؤسسة فوق الدولة أو على الجنرالات الذين يستفيدون بشكل مباشر دون أي حسابات أو مراجعة مالية من أي جهة بما يجري، كما أن السيسي أصبح الداعم والصديق لنتانياهو والصهاينة بشكل يجعلهم يفخرون به دائما، فلولاهم ما نجح انقلابه ولولا وساطاتهم لدى الدول الغربية ما استقبله أحد وما فتحت له الأبواب ولما تلقى الدعم السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، وما غض الجميع الطرف عنه رغم الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها وما زال يرتكبها حتى أنه يسوق الآن في كل خطاباته وتصريحاته لمشروعه الجديد القائم على أن القتل والتعذيب والاعتقالات والجرائم التي يرتكبها بحق الشعب المصري هي من حقوق الإنسان.
أما الجيش السوري الذي لم يطلق طلقة واحدة تجاه إسرائيل منذ حرب العام 1973 فقد انشغل بتدمير سوريا وقتل شعبها منذ اندلاع ثورتها عام 2011 وأصبح جيش الطائفة العلوية ولم يعد له علاقة بالدولة التي تفتتت فعليا وأصبحت محتلة من جيوش عدة دول وبالتالي فإن بقاء الأسد تحول إلى مطلب إسرائيلي بالدرجة الأولى حيث إنه يعتبر احدى الجهات التي تؤمن إسرائيل ووجودها.
أما الجيش العراقي الذي كان يشكل يوما ما التهديد الأكبر لإسرائيل فقد انتهى بعد الاحتلال الأميركي للعراق وحلت محله ميليشيات طائفية، حيث تفكك بالفعل ومع فشل مساعي إسرائيل لدعم إقامة الدولة الكردية إلا أن العراق المفتت كان هدفها الذي تحقق، وبالتالي فإن الدول المحيطة بفلسطين المحتلة لم تعد فيها أية جيوش فعلية يمكن أن تهدد أمن إسرائيل، بل على العكس تماما يتشكل الآن في السعودية نظام يعتبر فتح سفارة إسرائيلية في الرياض أولوية، بل من غير المستبعد أن تكون الخطوة التالية قنصلية إسرائيلية في جدة وربما في ظل الابتزاز يطالبون بإرث بني قريظة وأرض بني النضير!!

بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
12/11/2017
8732