+ A
A -
يعمل الأكراد على تحقيق حلم إعلان الدولة الكردية منذ عشرات السنين، ورغم حصولهم على الحكم الذاتي في إقليم كردستان العراق من خلال اتفاقية 11 مارس عام 1970 التي وقعها الملا مصطفي البرزاني مع الحكومة العراقية والتي اعترفت فيها بالحقوق القومية للأكراد وتقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية.
إلا أن الخلاف على كركوك بقي بين الطرفين عنصر توتر دائما وقد ساءت العلاقة بين الطرفين حينما أعلن الملا مصطفي البرزاني حق الأكراد في نفط كركوك فأعلنت الحكومة العراقية الحكم الذاتي من جانب واحد ورفضت أن تلحق كركوك وجبل سنجار وخانقين بإقليم كردستان، وظل الوضع متوترا حتى حرب الخليج الأولي عام 1991.
حيث شعر الأكراد بعد هزيمة صدام حسين أنهم صاروا أقرب إلى تحقيق الحلم الكردي في ظل مناطق فرض حظر الطيران التي فرضتها الولايات المتحدة على شمال وجنوب العراق، لكن صدام مع ذلك ما كان ليسمح مطلقا في عهده أن ينفصل الأكراد عن العراق، غير أن احتلال الولايات المتحدة للعراق في العام 2003 مكن الأكراد من الحصول على حقهم في الحكم الذاتي للإقليم من خلال دستور العام 2005، غير أن هذا لم يقنع الأكراد وظل مسعود البرزاني يسعى لتحقيق حلم الدولة الكردية محاولا الاستفادة من التغيرات السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تحدث في المنطقة وأعلن في العام الماضي 2015 عزمه إجراء استفتاء لإعلان استقلال كردستان ورغم التحذيرات التي تلقاها البرزاني من الدول المجاورة للعراق لاسيما إيران وتركيا حيث تسيطر إيران على جزء من القرار السياسي في سوريا، إلا أن البرزاني واصل طريقه في إجراء الاستفتاء معتمدا علي الدعم الإسرائيلي الإماراتي له ومكتفيا بوعود إسرائيلية بأنها سوف تحرك المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة للأعراف بنتائج الاستفتاء ويبدو أن هذا كان الركيزة الأساسية التي اعتمد عليها البرزاني متناسيا أن جزءا هاما من الأكراد هم الحزب الوطني الكردستاني التابع للطالباني لا يوافق على الاستفتاء، أما تركيا فقد أعلنت أنها ستغلق الصنبور الذي يمد الأكراد بالحياة وفعلت.
وفي ليلة واحدة وبتوافق إيراني تركي اجتاحت القوات العراقية والمليشيات والحرس الثوري كركوك وسيطرت عليها خلال ساعات مما أدى إلى نهاية حلم الدولة الكردية وربما إلى الأبد، لأن انهيار البيشمركة لم يكن متوقعا لاسيما بعدما قوات البيشمركة التابعة للطالباني بتسليم مواقعها وانسحاب الآخرين دون قتال.
ورغم أن رويترز نشرت تقريرا يوم الأربعاء الماضي قالت فيه إن الولايات المتحدة قد غضبت على مسعود البرزاني وطالبته بالاستقالة إلا أن البرزاني الذي أعلن يوم الخميس الماضي قبوله الحوار مع حكومة العراق وفق دستور 2005 أصبح موقعه أضعف بكثير من أن يحصل حتى على الحقوق التي منحه إياها دستور 2005 وسوف يقوم الإيرانيون والأتراك بسحق كل أحلامه وأحلام الأكراد في أن تكون لهم دولة، لقد أغرق الإسرائيليون والإماراتيون البرزاني في مستنقع عميق وباعه الأميركان كما باعوا شاه إيران ومبارك وبن علي وعلي صالح وكل عملائهم من قبل، أما حلم الدولة الكردية فيبدو أنه وئد وإلى الأبد!!
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
22/10/2017
6305