+ A
A -
لماذا ظهر «التطرف في العالمين العربي والإسلامي؟» اسألوا الاتراك.. اسألوا الانجليز. اسألوا الطليان، اسألوا الهولنديين، اسألوا الفرنسيين، اسألوا الاسبان!!
اقول: اسألوا هؤلاء، فهم من جاء الينا حاملا ثقافته وافكاره ومبادئه لتطبيقها بالقوة. هو من جاء الينا ليسرق فكرنا وتاريخنا وثقافتنا وعقيدتنا وثرواتنا.
ايها الاميركيون.. اسألوا.. واسمعوا وعوا، ولا تصموا آذانكم عن الحقيقة.
لم نكن نكرهكم في الاربعينيات، بل صفقنا لكم حين نزلتم في النورمندي لتخليص العالم من الطاغية هتلر.
ولم نكن نكرهكم وانتم تقفون في وجه المارد الاحمر القادم من موسكو وبكين.. ولكن بدأنا نكرهكم منذ أن اعلنتم وبصراحة تحيزكم ضد شعب طرد من وطنه ووحدكم عارضتم الارادة الدولية في اعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واستخدمتم «الفيتو» اكثر من 75 مرة ضد قرارات كانت تريد تحقيق العدالة في فلسطين التي نحتفل بحزن بمرور الذكرى 68 لاغتصابها وبما يسمى النكبة وقد شاركتم فيها باعترافكم بدولة عنصرية اقيمت على وطن طرد شعبه..، نعم بدأنا نكرهكم منذ بدأتم تقفون مع الطغاة من حكامنا وتطاردون الاحرار منهم، بدأنا نكرهكم، ونرفض مد اليد لمصافحتكم منذ اعلنتم حربا على العراق بمبرر واهٍ وليس له اساس من الصحة. بدأنا نكرهكم حين حاربتم الربيع العربي ومنعتم قيام انظمة ديمقراطية..
لقد اجبرتموني على أن اكرهكم، رغم ذلك الحب الكبير الذي اقامه عمي معكم عندما تزوج ابنتكم إليزا في الخمسينات، وذلك التواصل بين عدد من ابناء بلدتي الذين هاجروا إلى العالم الجديد في القرن الثامن عشر ومدوا جسور محبة تحولت إلى جسور كراهية بعد ان تغلغلت الصهيونية في اميركا، واستطاعت ان تحول ذلك الحب إلى حقد وكراهية، وهو هدف سام بالنسبة للطغمة التي تعيث في العالم فسادا..
ليلة أمس صليت ركعتين،وتوجهت إلى السماء بناظري، رافعا كلتا اليدين، وقصفت البيت الابيض بدعوتين، الأولى ان يعيد احد احفاد ابراهام لينكولن زعيما للحزبين، والثانية ان يقصف عمر كل من يقف ضد وطن فلسطيني وعراق واحد وسوريا واحدة ومصر واحدة ويمن واحد وسودان واحد.
بعد الركعتين، حلمت أنني اجلس مع كنيدي وجاكلين وولديهما الاثنين. قال كنيدي اذا تحقق لي الفوز بالولايتين سأدعو «أبو مازن» منفردا، واعزف معه لحنا منفردا، واوقع معه اتفاقا منفردا دولة فلسطينية كاملة من النهر إلى البحر.. ولليهود حق العيش بسلام في وطن الكنعانيين. لم اصدق ما سمعت.. ذهبت لا لقى على الرئيس التحية، فأفقت من رؤيتي على طلقات رصاص تحمل نجمة داوود تفجر رأس الرئيس كما تفجر في دالاس عام 1963، بعد اقل من شهر من قراره تفتيش «ديمونة»، انا احب اميركا كنيدي، واحب اميركا ابراهام لنكولن واحب اميركا كارتر، واحب اميركا كلينتون، واكره اميركا جونسون، واميركا نيكسون واميركا ريغن، واميركا بوش الأب وبوش الابن..وأميركا اوباما وسأكرهها بعمق اذا جاء ترامب رئيسا وسأغني الراب ضدها اذا فاز... فهل للحب ان يعود بعودة احد اصحاب فكر كنيدي رئيسا يكون حازما بحزم كنيدي الأب.
فهل فهمت سيادة الرئيس القادم إلى البيت الأبيض لماذا أحببت كنيدي وزوجته جاكلين.. وأحببت نيكسون وزوجته بات، وأحببت كارتر وزوجته روزالين وسأحب من سيأتي على شاكلتهم من الرؤساء .
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/05/2016
271