+ A
A -
ماهر حسن جاويش كاتب صحفي مقيم بهولندا

لا يمكن الحديث عن الهوية بشكل منفصل عن الثقافة والتراث، فهما ركيزتان أساسيتان في ترسيخها والحفاظ عليها، وتأتي اللغة لتشكل العمود الفقري لكل ذلك. كما لا يمكن أن نغفل مدى ارتباط وتجذر الهوية الفلسطينية بالاستناد إلى الرواية التاريخية الفلسطينية الحقيقية التي أرّقت دوائر صنع القرار لدى الاحتلال، فعمد إلى بذل كل ما في وسعه لطمسها وتشويهها وتقديم روايته المزيفة، وسلوكه هذا يفتح الباب على تعزيز مفهوم الانتماء الملازم للهوية والداعم للرواية الفلسطينية بكل تفاصيلها.وعليه، لو أردنا أن نرسم ملامح ومحددات خريطة طريق فعلينا أن نبدأ بالمأسسة، بحيث يكون عمودها الفقري اللغة العربية، بوصفها رمزاً من رموز الهوية، وركيزة للثقافة، ويأتي التاريخ عبر الرواية التاريخية التي تعتبر مكوناً أساسياً من المكونات التي تشكل وتصيغ الهوية. وباجتماع كل المكونات السابقة ومع انتقالها من جيل إلى جيل وبالتمسك بها بوعي حقيقة الانتماء يمكننا بناء لبنة مهمة من لبنات الحفاظ على الهوية.لا شك أن دون ذلك عقبات وتحديات مرتبطة بطبيعة القارة الأوروبية، فاتساع جغرافيا القارة الأوروبية مثلاً تحدٍّ ومعوّق ملحوظ في هذا الصدد، لكن التكنولوجيا الحديثة واجهته وتجاوزته في محطات ومواقع كثيرة، فضلاً عن أن جرعة زائدة من التشبيك والتنسيق على قاعدة أن فلسطين تجمعنا والحفاظ على هويتنا يدعم ويعزز ذلك ويعظم من شأنه ويجعل طريقنا أقل وعورة وأسهل مسلكاً في خضم هذه الهجمة الشرسة على قضيتنا الفلسطينية.أُدرك أن تناول موضوع متشعب وواسع كهذا باتساع رقعة انتشار شعبنا الفلسطيني في جهات العالم الأربع، لكن أهميته تفرض علينا ذلك، وإن قدّمنا في هذا المجال أقل المقاربات فهي جزء من ضرورة تضافر الجهود لسد ثغرة لا يمكن تجاوزها أو القفز عنها عند الحديث عن الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي القلب منها حق العودة الذي تصونه وتعتبر أحد ضماناته الهوية الفلسطينية.

copy short url   نسخ
03/07/2022
0