في عالم من الفرص اللانهائية والتغيرات المتسارعة اللامتناهية، نواجه كل يوم وساعة حتى، تحديات جديدة على الصعيد الشخصي والاجتماعي والمهني. ربما تقول: لطالما كان الحال كذلك منذ فجر البشرية وحتى عصرنا الحالي!
صحيح تماماً، لكننا في الوقت الراهن بالتحديد نعيش في ربوع أكثر حقبة تاريخية تزخر بعشرات الأحداث الغريبة والمواقف الصعبة والتطورات الفجائية التي تحفز في دواخلنا التوتر والقلق وإحساساً بالخوف قد يعيقنا عن مجابهة الصعاب والتقدم على طريق النجاح.
عندما يكون الناجح في مواجهة مع التحديات بمختلف أشكالها، يحاول دوماً تحليل الوضع الراهن وتحديد الاستجابة الملائمة والبحث عن الحلول والبدائل المناسبة. إنه يتقدم بخطوات جريئة نحو أهدافه. قد يتعثر هنا وهناك لكن تصميمه النادر يدفعه قدماً إلى الأمام بصرف النظر عن تطورات العصر والمفاجآت التي قد تعترضه. ولأنه يتمتع بمرونة كبيرة فإنه يستوعب التغيرات أسرع من غيره، فيتكيف مع الواقع ويجابه مخاوفه بشجاعة.
أما الفاشل فيستسلم أمام أول عقبة، ويتجمد في مكانه حين يتراءى له شبح تحدّ جديد قادم. إنه غير واثق من نفسه، متوجّس دوماً من المجهول. يخاف من المفاجآت الفجائية والتغيرات اللحظية وكل ما هو جديد؛ فذلك قادر على زعزعة كيانه وإيمانه بذاته وبهدفه. يختار أن يستسلم وسط الطريق بمجرد أن يتعثر أو تقف عقبة في سبيله، عوضاً عن لملمة شتات نفسه كما يفعل الناجح والمضي صوب أهدافه؛ لذلك تكبر مخاوفه وتستحيل أشباحاً تطارد أحلامه!
إن للخوف قدرة مرعبة على شلّ حركتنا، وتحطيم معنوياتنا، وتثبيط هممنا. إنه يشبه منجل الموت الذي يسرق من داخلنا طاقة الحياة. لهذا السبب، يعتبر الخوف من أكبر المعيقات البشرية وأشد الأمراض خطراً، خصوصاً عندما يبلغ مستوى مفرطاً؛ فيستحيل وجود المرء كله مبنيّاً على الهواجس اليومية التي تُقعده عن العمل، وتحرمه من الحياة الاجتماعية والنجاح المهني.
إذا سمحت لمخاوفك بالسيطرة على عقلك وقلبك، فسوف تتحكم بك وتوجه تصرفاتك بشكل سلبي يؤثر على حياتك وحياة المحيطين بك. لذلك قيل إن من ينتصر على ذاته ينتصر على أعدائه؛ لأن عدوك الأكبر يقبع داخلك، ومتى استطعت الفوز عليه يمكنك بعدها الفوز على أي عدو خارجي.
عليك أن تدرك بادئ ذي بدء، أن وجود أي إنسان لا يخلو من المشكلات العظيمة والتحديات المهولة بغض النظر عن مكان نشأته ووضعه المادي والاجتماعي. هذه سنة الكون وقوانينه التي تنطبق على الكبير قبل الصغير، الأمير قبل الفقير. لا يوجد عالم بشري خالٍ مما يمكن أن يوقظ مخاوفنا الدفينة ويجعلها تتفشى في الأرجاء إن نحن سمحنا بذلك!
الحياة تعني الصراع المستمر مع كل ما يحيط بنا من أحداث ومواقف متجددة. تحلَّ بالشجاعة والجرأة؛ لأنك إن استسلمت فستخسر احترامك لذاتك اليوم أو غداً. لا تهرب مما يخيفك بل تحرك نحوه كما يتحرك المقاتل الحقيقي باتجاه عدوه بشجاعة منقطعة النظير.
الخوف المفرط عدو النجاح، وسبب رئيسي من أسباب الفشل الذريع وعيش حياة عادية. حتى أعتى الرجال وأعظم الشخصيات على مر التاريخ بأكمله صرحوا مراراً وتكراراً أن الخوف جزء لا يتجزأ من حياتهم. إنهم يشعرون بالخوف مثل أي إنسان عادي، لكنهم لا يسمحون لهواجسهم بقتل أحلامهم وسلبهم القدرة على الكفاح في سبيل أهدافهم؛ لأنهم يدركون أن الأحلام العظيمة تتطلب قلوباً عظيمة لا تخشى المجابهة.
المجابهة، طريقك الوحيد لإحراز التقدم وتحقيق النجاح الذي تصبو إليه. فهل أنت مستعد لمجابهة المخاوف والوصول إلى حيث تريد؟