+ A
A -
لا أحد يجادل في أهمية الصداقة بشكل عام، فالإنسان مخلوق اجتماعي، وأقسى أنواع العقوبة التي يمكن أن تطبق على الإنسان هي عزله عن باقي البشر. ولكن نناقش هنا حالة خاصة من العلاقات الاجتماعية تحت عنوان الصداقة في مكان العمل، هل هي مفيدة ومحببة أم مضرة ويجب الابتعاد عنها؟ وحصر علاقاتنا في مجال عملنا بطبيعة ودية ومهنية ولكن لا ترقى لتتطور لصداقة حميمة.
السؤال الحقيقي تحت هذا العنوان هو: هل من الذكاء فصل حياتنا الشخصية عن حياتنا المهنية، أي عدم البحث عن صداقات في مجال العمل.
ففي بعض الحالات الإيجابية وجود صديق حقيقي في مكان عملك يساعدك في سرعة الانخراط ببيئة العمل، ويساعدك في تحسين أدائك وبالتالي تحسين صورتك بأعين مدرائك. وجود صديق في مكان العمل يجعل العمل ممتعاً وهذا غالبًا ما ينعكس على الفرد برفع مستوى الإنتاجية والإبداع في العمل، ولا ننسى أن الكثير من الناس حصل على عمله عن طريق صديق حميم موجود في نفس الشركة قام بتزكيته للعمل.
ولكن عندما تنحرف هذه الصداقات عن مسارها القويم يكون الثمن غاليًا، فالمغالاة بالعلاقات الشخصية قد يجعل المعلومات الشخصية والمهنية عرضة للفضح، وقد ينجم عن هذا صراعات في مكان العمل وقد تقود لشحن الجو سلبا ونشوء سلوكيات ليس من أولوياتها مصلحة العمل. قد يتحول جو العمل إلى ما يسمى بالـ «شللية» فيصبح انتماء الموظف «للشلة» أقوى من انتمائه للشركة والضحية هنا هي المهنية والاحترافية.
تقول إحدى الآراء «تصبح لديك صداقات في مكان العمل ومع الوقت يعرفون عنك أسرارا كثيرة مثل ما هو رأيك بمدرائك، وزملائك بالعمل..الخ وفي النهاية تصبح قلقًا من إفشائهم لأسرارك عن طريق الخطأ أو العمد».
في الخاتمة أقول: في مجال العمل من الجيد إقامة صداقات وعلاقات اجتماعية ولكن كلها تحت سقف مصلحة العمل، لا يجب أن ننسى لحظة واحدة أن الأولوية هي للإخلاص بالعمل والمهنية وليست الأولوية لإرضاء أصدقائنا أو أي كان. فلو تقاطعت مصلحة العمل والعلاقات الشخصية فيجب أن تكون الأولوية للعمل ومصلحة العمل، قد يغضب منك البعض في البداية ولكن عندما يدركون معادلتك وأولوياتك ستستعيد حبهم مضافا له الكثير من الاحترام والتقدير.
بقلم : دانة درويش
copy short url   نسخ
16/05/2016
6719