+ A
A -
د. أشرف حسين

نتحدث اليوم عن ظاهرة جديدة تعتبر من أهم الظواهر التي شغلت الرأي العام، وهي تعتبر من الظواهر الغريبة التي لمسناها قي الآونة الأخيرة بين الشباب، ألا وهي ظاهرة التقليد الأعمى، وقد لاحظنا من بعض الشباب أنه يقلد تقليدا أعمى بدون تفكير، أو بمجرد سؤال هل هذا التقليد يتناسب مع ديننا الحنيف أم لا؟ وهذا التقليد يرجع إلى أسباب كثيرة من أهمها: انشغال الشباب بالموضة، وتقليد بعض الممثلين الأجانب المشهورين من حيث أسلوبهم وطريقة مشيتهم وملبسهم، وارتداء القلادات في العنق بحجة أن هذه هي الموضة.وهذا هو التحضر الذي وقع فيه شبابنا المسلم، ولقد تلاقت آراء علماء النفس مع خبراء تصميم الأزياء حول الأسباب التي تجعل الشاب يلجأ لاستخدام الإكسسوارات خصوصا التي تكون أقرب للنساء من الرجال، وأرجعوا الأمر إلى عوامل نفسية ناتجة عن الخواء والفراغ وعدم متابعة الأهل والرغبة في التقليد الأعمى للغرب، وأن غالبية الشباب خاصة في سن المراهقة يحبون التميز والتفرد وأن يكونوا الأفضل بين زملائهم، وقد يلجأ بعضهم في سبيل ذلك لتقليد الغرب في الملابس والإكسسوارات، وإذا تعارضت هذه الممارسات مع القيم والعادات والتقاليد والدين تكون في خانة الاضطراب السلوكي والشعور بالنقص يقود المراهقين للتقليد الأعمى بجانب التطرف في الأفكار والمظاهر الخارجية وهذا ما لمسناه في الآونة الأخيرة بين بعض الشباب المسلم، والشاب الذي يلجأ للتقليد لا يمتلك سمات ومقومات الشخصية القوية ويريد أن يتميز أمام الآخرين، فيندفع نحو التقليد الأعمى فيرتدي ملابس غريبة مع السلاسل والأقراط وتلوين الشعر وتطويله أسوة بالفتيات. أما المراهق السوي الذي يمتلك مواهب وسمات ومقومات الشخصية القوية، فيعمل على تنمية مواهبه والتفوق في الدراسة، لذلك على الأهل والمدرسين والمربين تفهم الأسباب التي دفعت الشباب نحو التقليد والسلوكيات الغريبة والتعامل معهم بالحوار والمنطق لإقناعهم بتبديل أفكارهم نحو الأفضل بعيداً عن العنف والقوة لأن استخدام القوة وعدم احترام أفكار المراهق وتهميشها يدفعه بقوة نحو الانحراف والاضطرابات النفسية، كما على الأسر أن تلفت نظر المراهق إلى مواهبه الإبداعية وسماته الشخصية وتساعده على تنميتها والتميز فيها حتى لا يبحث عن بدائل تفسده وتعمق هوة الاضطراب النفسي داخله وبالتالي يصعب علاجه. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)، ولقد حرم الشارع تشبُّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، فهو عام في اللباس، والكلام، وجميع الأحوال.وأخيرًا نرى أن التقليد الأعمى ليس من صفات الشباب المسلم، وعلى رب الأسرة أن يراقب أبناءه ويحاسبهم ويرشدهم إلى طريق الخير: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

copy short url   نسخ
02/07/2022
4580