حلقت بهم فرحتهم إلى عنان السماء، وسهروا حتى الفجر، طافوا الشوارع يهزجون مع اغنية (وحياة قلبي) اغنية خلدت النجاح، وخلدت مغنيها العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ، وكاتب الاغنية فتحي قورة وملحنها منير مراد.. منذ ان صدح بها العندليب في فيلم «الخطايا» عام 1962.. وباتت اغنية كل عام وكل بيت خاصة مع ظهور نتائج الثانوية العامة التي لا زالت تشكل الارق والقلق لكل من سار على دربها.

هذه الفرحة تقتل مع بدء ظهور نتائج القبول في الجامعات خاصة بالنسبة لمن حصلوا على معدلات كاملة (100 %) أو (95 %) فما فوق.. ولا يجدون قبولا في التخصص الذي يرغبون لانه مخصص للبعثات أو منحة.

شابة عربية من سوريا كانت تبكي بحرقة على ابواب احدى الجامعات العربية وتقول معدلي (99.7 %) وأريد دراسة الطب البشري.. لكن معدلي لا يشفع لي والرسوم فوق طاقة اهلي.. فهل اعود إلى غرفتي ومطبخي امارس صناعة الحلوى لازداد سمانة.. وتهرب مني الحياة!!

ظهرت نتائج الثانوية في العديد من الدول العربية وهناك طلاب حصلوا على معدل 100 % وآخرون حصلوا معدلات 99 % فما فوق.. حصلوا عليها بجدارة الفكر والقلم.. هؤلاء لو كانوا في العالم الأول لبحثت عنهم الجامعات وقدمت لهم التسهيلات ليكونوا من طلابها، فبأمثالهم يرتفع مستوى الجامعة الاكاديمي بما يقدمون من أبحاث ترتقي للعالمية.

لدينا متفوقون في كل الدول العربية لكن للاسف يعاني هؤلاء المتفوقون من إجراءات ورؤى جامعاتنا، فمثلا طالب عربي تفوق في إحدى دول الخليج وكان من العشرة الاوائل، وبلده.. لا يعترف بتفوقه.. ولا يمنحه بعثة دراسية كحال زميله المتفوق في ذات البلد.

هؤلاء المتفوقون العرب الذين اضطرتهم ظروفهم للاغتراب وحصلوا على معدلات كاملة وقريبا منها من يتبنى تفوقهم ليستفيد المتبني من مشروع التفوق العربي الذي ننتظره ليبدأ في موطن العروبة القادم..!سمير البرغوثي

كاتب صحفي فلسطيني