+ A
A -
قسماً قسماً قسمـاً بمـن رفـع السـماء
قسمـاً بمـن نشـر الضـياء
قطر ستـبـقى حـرة
تسمـو بـروح الأوفــيـاء
بهذا بدأ أبناء الجالية الفلسطينية حفلهم في الذكرى الثامنة والستين للنكبة بقسم قطري يسمو بروح الأوفياء اتبعوه بالتسامي بنشيد وطنهم الأم فلسطين
فدائي فدائي فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي فدائي فدائي
يا شعبي يا شعب الخلود
بعزمي وناري وبركان ثأري
وأشواق دمي لأرضي وداري
ليبدأ برنامج الحفل يتنقل بنا بعد كلمة معبرة قدمها الدكتور يحيى الآغا المستشار الأول في السفارة المشرف العام على المدرسة الفلسطينية التي جاء اشبالها وزهراتها ومعلموها ومعلماتها ليغرسوا في الاجيال الفلسطينية حب الوطن..
المستشار الآغا مخاطبا الحضور من شخصيات فلسطينية وعربية دبلوماسيين وإعلاميين: إن النكبة شكّلت محطة سوداء ليس فقط في مسيرة الشعب الفلسطيني، الذي هُجّر عدد كبير منهم، وجردّوا من أملاكهم وبيوتهم، وتناثروا في بقاع العالم، بل نقطة سوداء في جبين الذين يؤسسون للظلم على الشعب الفلسطيني. فقيام دولة إسرائيل في (15 مايو 1948) والتي على أثرها وقعت معظم الأراضي الفلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية، لتتحول إلى عملية تطهير عرقي، وليحل مكان هذا الشعب جماعات مسلحة، وأخرى جاءت من أصقاع العالم تحت عنوان» أرض الميعاد»، في ظن منهم أن الذاكرة الفلسطينية - حتى لطفل- يمكن أن تنسى الأرض أو الوطن، أو يبيع المفتاح.
«541» قرية في الذاكرة
وأضاف سعادته: ذاكرتنا الفلسطينية مازالت تذكر أسماء لــ 541 قرية التي هُدّمت، وأُزيلت، ولكن ستتم إعادة بنائها وتسميتها، ذاكرتنا الفلسطينية أيها الحضور وقّادة، لا يمكنها أن تنسى الظلم الذي لحق بنا حتى اليوم من أولئك القادمين من خلف البحار، وفي نفس الوقت، فإن ذاكرتنا الفلسطينية ناضجة لا يمكنها إلا أن تقول شكراً لكل من ساندنا ودعمنا ووقف إلى جانبنا ومازال، وخفف ويخفف من معاناة شعبنا، وخاصة الدول العربية التي تضم العديد من المخيمات الفلسطينية ومنها الأردن وسوريا ولبنان..
سنوات مرّت ولكنها مكتنزة بالكثير من التضحيات الفلسطينية، وكثير من المجازر الإسرائيلية المستمرة حتى اليوم، ولكن أليس من الواجب على قوى العالم صاحبة القرار، أن تُعيد حساباتِها من جديد، أليس من حق الدول الممسكة بزمام العالم في المحافل الدولية أن تقول كلمة الحق والإنصاف وعدم الكيل بمكيال الظلم على شعبنا، أليس من حق هذا اللاجئ الفلسطيني العودة إلى وطنه مستمداً مشروعيته من الحق التاريخي في الوطن فلسطين الذي طُرد منه مستنداً إلى مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، بالإضافة إلى قرارات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة ومن أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والذي جاء في المادة 13 منه (أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده) كما أكدت على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر.. رسالتنا إلى العالم اليوم: ارفعوا الظلم عن شعب طال أمد ظُلمه، فقد منحتم أرضاً ودولة لمن لا يستحقها على حساب أرض ووطن هم أصحابه الشرعيون.
وقال السفير: لقد استمعنا إلى صوت العقل، وحملنا غصن الزيتون منذ زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلى أن أصبحنا عضواً مراقباً في الأمم المتحدة زمن الرئيس محمود عباس، فهل آن الأوان أن يكون لنا دولة كاملة العضوية كغيرنا من دول العالم، وإذا كان شعبنا مازال ممسكاً بغصن الزيتون اليوم، فغداً سيسقط غصن الزيتون من أجل تحرير أرضه.
وتساءل الدكتور الآغا أما آن الأوان لهذا الشعب الذي حقق ويحقق الريادة في شتى المجالات السياسية والعلمية والاجتماعية والتعليمية أن يكون له وطن يعيش عليه كباقي شعوب والأمم.
مفتاح بيتي
ثم مد يده إلى جيبه واخرج منه مفتاحا هو الرمز لكل من طرد من بيته وقال: «هذا هو مفتاح بيتي مازال معي، استلمته من جدي، وسأسلمه لأحفادي، فلن يضيع حق يحمل مشعله طفل من أطفال شعبنا الفلسطيني.
هؤلاء الأطفال الذين سيقفون أمامكم الآن ولدوا خارج فلسطين، وتربوا كذلك، ولكننا نزرع وننمي في وجدانهم وعقولهم فلسطين التي لن ينساها إنسان، وستبقى ذاكرتهم وقّادة لتسليم الراية إلى أن تأتي لحظة العودة المنشودة، وستأتي بهذه الهمم العالية.
قبل أن أختم هنا، نترحم سوياً على كل شهداء الوطن الذين استشهدوا من أجل فلسطين، فلهم الرحمة، والتحية الممزوجة بدموع الأمهات إلى أسرانا القابعين في السجون منتظرين أمل الإفراج عنهم بأية وسيلة ممكنة».
وختم كلمته بتوجيه «شكر خاص» لقطر الأبية التي ما فتئت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، مساندة ومؤيدة وداعمة، بل وساعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي نأمل أن تتم، فنحن بحاجة إلى وطن واحد، وعلم واحد، وزعيم واحد، لأن قدسنا واحدة، فباسمكم جميعاً تحية خاصة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وإلى سمو الأمير الوالد، والحكومة القطرية والشعب القطري، الذين يساهمون دوماً في دعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات.
لتبدأ بعد ذلك الفقرات التي قدمها الأستاذ صالح باسم مدرس الفيزياء بالمدرسة الفلسطينية مدير التعليم في منطقة جنوب نابلس الذي كان ينظم شعرا مع بداية كل فقرة يقدم فيها أشبال وزهرات فلسطين يزرع فيهم حب الوطن والارتباط به فكانت فقرة يا جبل ما يهزك ريح التي رفعها مدى العمر الشهيد ياسر عرفات رحمه الله ثم فقرة فلسطيني على السطوح ومن بعد أوبريت كرامة شعب تأليف الدكتور يحيى الأغا ثم فقرة أبوعجال وكوفية ودربي طويلة، من بعدها الدبكة الفلسطينية التي قدمتها فرقة ليالي بلدنا وغنى الجمهور معها. واختتم الدكتور الأغا الحفل بقوله: هذا شعب فلسطين يحب الحياة ويريد الحياة في وطنه وقد تم تحريره من المغتصب وتحققت العودة.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/05/2016
278