+ A
A -
 الدوحة في 24 مايو /قنا/ أكدت الدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ضرورة نبذ خطاب الكراهية، وتعزيز خطاب التسامح والتقارب، مشيرة إلى أن الأديان جاءت لتهذيب النفوس وتعزيز مكارم الأخلاق.

وأوضحت الدكتورة المناعي، في كلمة لها لدى ترؤسها الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدوحة الرابع عشر لحوار الأديان 2022 الذي انطلق اليوم تحت عنوان /الأديان وخطاب الكراهية بين الممارسة والنصوص/، أن الأديان في جوهرها لا تدعوا إلى الكراهية، معتبرة أن ما يؤجج الكراهية هو التعصب والفهم الخاطئ لمقاصد الدين.

من جانبه، أشاد الدكتور علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في كلمته خلال الجلسة، بدور دولة قطر البارز في تعزيز الحوار بين الأديان من خلال مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، قائلا "إن هذا المركز يعتبر وجها حضاريا تأصيليا وتطبيقيا للإسلام من جانب، وتطبيقا لسياسة دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي قامت منذ عهد المؤسس على الجمع والمحبة والتقريب، ونبذ الكراهية ونصرة المظلوم مهما كانت خلفيته وعقيدته".

ونوه إلى أن الإسلام يحث أتباعه على المحبة وإشاعة السلام، مشيرا إلى أن عالم اليوم يعج بالمشاكل على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، واندلاع الحروب في معظم مناطق العالم، فضلا عن انتشار خطاب الكراهية والحركات العنصرية واليمينية المتطرفة، وموجات الانحلال الأخلاقي والفقر والبطالة.

وأضاف القره داغي "كل تلك المشاكل تعود لغياب دور الدين الصحيح وقيمه وأخلاقه وتشريعاته، وهو ما يؤدي إلى جميع المصائب وفساد الإنسان قبل فساد الأرض، فلذلك يقع على عاتقنا نحن علماء الدين من مختلف الديانات واجب إعادة الإنسانية إلى طريقها الصحيح، وعدم السكوت على العنصرية والكراهية وإلا سنكون شركاء فيها"، مستنكرا الهجوم والظلم الذي يقع على المسلمين من انتهاك لحرمة المقدسات والقرآن الكريم، ومشيرا إلى ما يحدث بهذا الخصوص في عدد من الدول، لاسيما أن ما يجري في فلسطين المحتلة والقدس الشريف والمسجد الأقصى يعد ظلما كبيرا وعملا شنيعا".

ولفت إلى أن الإسلام والمسلمين ينالون القسط الأكبر من الظلم والهجوم من خلال رفع شعار /الإسلاموفوبيا/، معتبرا أن ذلك أصبح وباء خطيرا، ومحذرا في الوقت ذاته من أن استمرار انتهاك مقدسات المسلمين ستولد ردود فعل عنيفة لا محالة. وأشار إلى المبادئ التي يركز عليها الإسلام من أن أصل الإنسان واحد، وأن البشرية تتقاسم أواصر الأخوة، مؤكدا أن كل إنسان مكرم في الإسلام ولا يجوز الاعتداء عليه.

ودعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، باسم الاتحاد، إلى تشكيل لجنة من ممثلي الأديان الثلاثة /الإسلام والمسيحية واليهودية/ وبقية الديانات الشرقية، لمناهضة خطاب الكراهية على اعتبار أن هذا الخطاب يقف ضد مصلحة الجميع، وأن الحل هو تحقيق السلم والسلام بين أتباع مختلف الديانات، كما طالب بالعمل على وضع قانون ينص على منع ازدراء الأديان، يتم تقديمه إلى الأمم المتحدة بهدف الإسهام في مواجهة العنصرية وخطاب الكراهية.

بدوره، قال السيد أنطوني جورج فريندو، رئيس أساقفة العاصمة الألبانية /تيرانا/، إن الإيمان بالله يؤثر على علاقة الإنسان بأخيه الإنسان عبر بناء علاقة إيجابية من أجل تحقيق العدالة والسلام، مؤكدا خلو أي دين من الدعوة إلى الظلم والتمييز، ومنوها إلى أن المجتمعات ليست بحاجة إلى سياسة بل هي في حاجة إلى قانون أخلاقي، وهو ما توفره الديانات بهدف تحقيق التناعم بين الأشخاص.

كما اعتبر أن المعتقدات وحدها تسهم في تغيير المجتمعات عبر الإيمان بأننا ننتمي إلى خالق واحد، مشددا على أن البشرية جمعاء تعد أسرة واحدة "وأن من يختلفون معنا هم إخوتنا في نهاية المطاف".

واستشهد فريندو بنصوص من الكتب المقدسة تدعو إلى التقارب ونبذ الكراهية والعنف، مؤكدا أن غياب التسامح وسيطرة العنف يولد مزيدا من العنف والاختلاف، ومشيرا إلى أن السلام والوئام لا يولد بشكل تلقائي بل إنه بحاجة إلى نضال لإيجاده، وأكد أن التعايش والتناغم بين الديانات لا يمكن اعتباره أمرا مفروغا منه، وأن العيش بسلام لا يعني أننا بعيدون عن الأخطار، محذرا من خطورة تسييس الدين على المجتمعات.

من جهته، أشاد الحاخام آرثر شنير، رئيس مؤسسة /إحياء الضمير/ بالولايات المتحدة الأمريكية، عبر كلمة مسجلة بثت في الجلسة، بالدعم والتشجيع الذي لاقاه المجتمعون من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من خلال تنظيم هذا المؤتمر، مؤكدا أن الجميع يتحمل مسؤولية مشتركة لتحقيق التفاهم بين الديانات، لاسيما مع التغيرات التي طالت المجتمعات وكثرة النزاعات والانقسامات.

وتابع شينر قائلا "لابد أن نكون في واجهة العمل لتحقيق التسامح والاحترام كما تدعونا الكتب المقدسة"، داعيا الأسرة الدولية إلى احترام وحماية أماكن العبادة، لاسيما في ظل استمرار التهديدات في هذا الجانب على الرغم من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية حق ممارسة الشعائر الدينية.

وأضاف "أن من يسعى إلى تدمير المجتمع فإنه يستهدف دور العبادة، ولا ينبغي أن يضحي المؤمن بحياته من أجل ممارسة شعائره، ينبغي أن تكون حماية أماكن ودور العبادة بندا من بنود عملنا وأولوية على أجندتنا"، محذرا من تنشئة الأطفال على الكراهية، بل يجب محاربة العنف والكراهية عبر الاتحاد، ونشر المحبة والسلام لتحقيق النجاح للمجتمعات.

copy short url   نسخ
24/05/2022
372