+ A
A -
في مثل هذا اليوم من عام 1948، أي قبل ثمانية وستين عاما، تعرض الوطن العربي، لأكبر زلزال سياسي وعسكري واجتماعي، مازل حتى الآن يضرب جدرانه وأسسه بقوة، لم تفتر رغم مرور هذه العقود الطويلة. في مثل هذا اليوم، نكب العرب بقرار من الأمم المتحدة يقضي بتقسيم دولة فلسطين العربية، بين جماعات يهودية والفلسطينيين أصحاب الحق والأرض. هذا القرار، لم يكن في حقيقته إعلانا بقيام دولة إسرائيل فقط، وإنما إعلان بنكبة فقدان الأمة العربية لدولة فلسطين.
تلك النكبة تسببت في تهجير 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق، وتدمير الجماعات اليهودية المسلحة حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لنحو 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكابها مذابح أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني.
زلزال النكبة المدمر، وبعد نحو 7 عقود، لم يتوقف عند حدود فلسطين، وإنما تجاوزها إلى أوطان عربية أخرى، أصبحت تعاني نكبات، قد لا تقل في دمارها عن النكبة الفلسطينية. فاحتلال أميركا للعراق كان نكبة لبلاد الرافدين، وانقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، مثّل نكبة لبلد ثار شعبه ضد الديكتاتورية، طامحا إلى الحرية والكرامة، فعصف الانقلابيون بطموحاته وأحلامه. في ما تبقى المأساة السورية، وما يرتكبه النظام من جرائم ضد الشعب السوري، هي النكبة الأكبر والأكثر مأساوية.. ليبقى السؤال: كيف ستواجه الأمة العربية كل هذه النكبات؟.. سؤال يبدو أنه سيظل بلا إجابة.
copy short url   نسخ
15/05/2016
181