+ A
A -
بعدما وصلت رائحة لحوم المسلمين المشوية في ميانمار إلى أنوف العالم أجمع طالب 386 ألف شخص، عبر عريضة إلكترونية، بنزع جائزة نوبل عن مجرمة الحرب رئيسة حكومة ميانمار أونغ سان سوتشي، التي تقوم بواحدة من أكثر جرائم الحرب بشاعة في العصر الحاضر، عبر حرق مسلمي الروهينغا، وطردهم من بلادهم، التي عاشوا فيها منذ قرون، وذلك في تحد بالغ للعالم كله، لكن إدارة جائزة نوبل قامت بالرد علي هذه المطالب وقالت إنها لا يمكن أن تسحب الجائزة من سان سوتشي أو من غيرها ممن حصلوا علي الجائزة أيا كان السبب، وأيا كانت التهم الموجهة لهم، وكانت سان سوتشي التي حصلت على الجائزة عام 1991 قد رفضت من قبل أي إدانة للمجازر التي تجرى بحق المسلمين الروهينغا منذ عشرات السنين في ميانمار، حيث يتعامل معهم البوذيون الذين يشكلون الأغلبية بحقد دفين جعلهم ينزعون عنهم جنسيتهم، ويحرمونهم من الهوية، وأبسط الحقوق الإنسانية، من التعليم والصحة وغيرهما، من الحاجات الإنسانية الأخرى، وفي الانتخابات البرلمانية رفضت سان سوتشي ترشيح أي مسلم على قائمة حزبها للانتخابات، كما أعربت عن انزعاجها من الصحفية مشعل حسين، مقدمة البرامج في تليفزيون «بي بي سي»، حينما التقت معها وسألتها عما يجرى للمسلمين في مجازر بورما، وصمتها بل وتشجيعها لذلك، حيث أجرت معها مشعل حسين الحوار في أكتوبر من العام 2013، ومع إبدائها للامتعاض من الأسئلة التي وجهت لها، قالت سان سوتشي بعيدا عن الكاميرا حينما علمت أن مذيعة بي بي سي مسلمة «لم يقل لي أحد أن مسلمة سوف تجري حوارا معي»، وهذا يعكس حجم الحقد والكراهية التي تحتفظ بهما سان سوتشي في نفسها للمسلمين.
وسان سوتشي ليست مجرمة الحرب الوحيدة التي حصلت على جائزة نوبل بل أيضا حصل عليها مجرمان كبيران آخران، هما مناحيم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، الذي ارتكب كثيرا من المجازر ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى، منها مجزرة دير ياسين، وشمعون بيريز الذي ارتكب مجزرة قانا وغيرها من عشرات المجازر الأخرى ضد الفلسطينيين والعرب، والغريب في الأمر أن ما جمع هؤلاء الثلاثة من مجرمي الحرب الحائزين على جائزة نوبل للسلام هو أن اثنين منهم صهاينة والثالثة بوذية، والجرائم التي ارتكبها ثلاثتهم تجرى ضد المسلمين، وهذا يؤكد أن جائزة نوبل تمنح لكل من يؤذي المسلمين، سواء بالقتل المباشر مثل هؤلاء المجرمين الثلاثة، أو بالخروج على الدين وتعاليمه وهدم أركانه مثل نجيب محفوظ الذي عمل من خلال رواياته على هدم قيم الدين الإسلامي والأعراف الاجتماعية المحافظة، وكذلك أنور السادات الذي فتح الباب للصهاينة لتثبيت أركانهم والتنازل عن أرض فلسطين لهم، وغيرهم.
القضية إذن هي أن القتلة من حاملي نوبل وعلى رأسهم أونغ سان سوتشي يستطيعون أن يستمروا في ارتكاب جرائم الحرب تحت راية جائزة نوبل دون خشية من أن تسحب منهم الجائزة أو يحرموا من امتيازاتها طالما أن جرائم الحرب التي يرتكبونها تجرى ضد المسلمين.
بقلم : أحمد منصور
copy short url   نسخ
10/09/2017
13073