+ A
A -
لقد قطعت بيونغ يانغ في تجربتها النووية السادسة كل الدروب والطرق تقريباً، أمام البحث السياسي للوضع في شبه الجزيرة الكورية بشكلٍ عام، وبات التحدي الكوري الشمالي سيد الموقف ليس للولايات المتحدة فقط، بل لعموم دول المنطقة، وخاصة منها اليابان التي باتت ترتعِدُ فرائضها اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، وهي الملسوعة بالماضي النووي القريب، وقد دفعت الأثمان الهائلة.
إذاً، التحدي الكوري الشمالي الآن على طاولة المُجتمع الدولي، في لحظاتٍ تَشعُرُ فيها الصين الشعبية بالحرجِ الكبيرِ، فقد باتت غير قادرةٍ على «تدوير زوايا» موقفها في المجتمع الدولي بشأن كوريا الشمالية، وغير قادرةٍ على الهروب من نقد المجتمع الدولي لبيونغ يانغ، لذلك أصدرت بيانها السريع باسم وزارة الخارجية الصينية وفيه النقد والإدانة للتجربة النووية الكورية السادسة، فكان تعقيب بكين أول رد فعلٍ على المستوى الدولي. الصين الشعبية في موقع الإتهام من قبل الولايات المتحدة، فهي مُتهمة من قبل واشنطن بالتواطؤ مع بيونغ يانغ، ومُتهمة بعدم ممارستها الضغوط الجدية عليها، بل إن بعض أعضاء الكونغرس الأميركي يتهم بكين باللعبة المزدوجة في شبه الجزيرة الكورية، واستخدام كوريا الشمالية كهراوة في مواجهة واشنطن وسياساتها الكونية.
وعليه، إن التقدير العام، ينحو للقول بأن بكين ستبتعد عن الإحراج، وستكون هذه المرة أكثر حزماً في التعاطي مع بيونغ يانغ لجهة حثها على وقف برامجها النووية أولاً، ودفعها للقبول بالحلول السياسية ثانياً، والإنفتاح على المجتمع الدولي ثالثاً، وكل ذلك مقابل مواصلة بكين لعلاقاتها مع بيونغ يانغ باعتبارها رئتها شبه الوحيدة المفتوحة على العالم بأسره. ويستبعد هنا أن تقبل بيونغ يانغ بأي مقترحاتٍ يتم تقديمها لها مادامت القوات والحشود الأميركية تتواصل في الجنوب الكوري وفي مناطق بحر الصين والمياه الفاصلة بين كوريا واليابان، وهو مايزيد من تعقيد الوضع والتسخين في تلك المنطقة.
بقلم:علي بدوان
copy short url   نسخ
06/09/2017
1868