+ A
A -

«محمد العبد الله».. تذكروا هذا الاسم جيداً فقريبًا سيضوي هذا النجم في سماء الفن القطري لينيره الحانًأ وطربًا، فهو مشروع فني واعد بتوقيع قطري بامتياز. كما يسعى لشق مكانًا ومكانة له في الساحة الفنية الخليجية.. وأحسب أنه آن أوان رعاية الفن القطري والاهتمام بالموسيقى الخليجية بتسليط الضوء على من يعملون باسم قطر سيما أنه وبالرغم من النهضة الكبيرة التي تشهدها قطر على كافة الأصعدة، لكن للأسف لا يوجد لدينا معهد موسيقي واحد يؤمن تعليم الموسيقى تعليمًا أكاديميًا في الدوحة أو في سائر المدن القطرية أسوة بالمعاهد التي تعني بالرياضة على سبيل المثال، حتى أن فناناً «كمحمد العبد الله» وغيره من الفنانين القطريين لم تتح لهم فرصة دراسة الموسيقى سوى بجهودهم الذاتية، فنحن لا زلنا في زمن نضطر فيه للدفاع عن القيثارة عوضًا عن العزف عليها!

نشأ «العبد الله» محبًا للفنون منذ الصغر، فقد كان عاشقًا للاستماع للموسيقى بجميع أنواعها حين لمس فيها خريطة تهديه لتعدد الثقافات، فاهتم بالموسيقى المعاصرة حين وجدها مزيجاً مدهشاً من الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز مع لمسة شرقية، عدا مخاطبتها لمختلف الشعوب والأعراق.

ونما مع «العبد الله» هذا الاهتمام لدى سماعه لأعمال عمالقة الموسيقى والتلحين من الوطن العربي أمثال عبد الوهاب وفريد الأطرش والسنباطي وصولًا لعمر خيرت. ومن اليونان، تأثر بالموسيقار «يانني» ما دفعه لتعليم نفسه الموسيقي في سن المراهقه حيث اشترى آلة «الأورج» التي أخذت كل وقته، ثم تطورت هواية العزف، فصاحبها حب تأليف كلمات الأغاني ودمجها مع الموسيقى، وهكذا بدأت رحلته في وضع كلمات وألحان أغانيه الخاصة، فقدم للفنان «فيصل الصالح» أغنية «فترة نقاهه» والتي تعد باكورة أعماله في وضع الكلمات والألحان، وقد لاقت إعجاب الكثير من المستمعين في الخليج، ثم اكتمل العقد بأعمال ذاعت صيتها، منها رائعة شعيل العبد الله «يا وليلكم» و«هويتك» للفنان «فهد سالم»، كما شارك بأغنيه «يا مرحبا» في الفيفا، وقدم أغنية «القرنقعوه» في عام 2022، إضافة لتلحينه نشيد كلية أحمد بن محمد العسكرية2020

و يستعد «محمد العبد الله» حاليًا لتقديم دويتو سيرى النور قريباً مع المطربة المغربية «رحاب ملوك».

وأخيرًا، أود لفت النظر لقدرة هذا الفنان على نشر اللهجة القطرية من خلال الأغنية الراقية المتموسقة في عالم يضج بالأغنيات التي تهبط بالذوق العام!

«العبد الله» موهبة كومبو، فهو يكتب، يلحن ويغني نظرًا لامتلاكه حنجرة ذهبية ومواهب في التلحين والتأليف عدا قدرته على مواجهة الجمهور كما ولباقتة العالية في الرد على أسئلة الصحفيين دون تلعثم، فلا أقل من دعم مواهبنا لتظهر للناس ولتسفر عن الهوية الفنية القطرية.. وهذا متوفر عند الفنان «محمد العبد الله» وسواه من المواهب الشابة التي لا ينقصها سوى إلقاء الضوء عليها.

أُدرك أن النجاح في أوله صعب والأصعب أنه يواجه بحروب وبغضاء ممن يقذفون الأشجار المثمرة بالمنجنيق، ولذا، فدعم الإعلام القطري للفنانين القطريين حتمي خاصة من يبدأون خطواطهم الأولى.

ورسالتي الأخيرة موجهة للمسؤولين والمختصين في هذا المجال لصقل مواهبنا وتبنيها بتوفير معاهد لتعليم الموسيقى لتمثيل قطر بأحسن صورة في المجال الفني كي نُعَرِّف العالم بأن قطر ليست بئر غاز أو برميل نفط، بل موارد بشرية تساهم في ضخ الفن في أوردة الكون.

[email protected]

copy short url   نسخ
01/07/2023
35