+ A
A -

من طريف ما قرأتُ مؤخراً أنَّ امرأةً ألمانية وقعت في حُبِّ الفيلسوف «إيمانويل كانط» بعد أن ربطتهما صداقة متينة، وكانت في كل مرَّة تجلسُ معه تتمنى أن يطلب يدها للزواج، ولكنه كان يتحدث معها في كل شيءٍ إلا الزواج! وعندما أدركتْ أنه قِفْلٌ بشريُّ لا يُدرك التلميحات، تخلّتْ عن حذرها معه، وطلبتْ يده للزواج!

فقال لها: أحتاجُ وقتاً للتفكير!

وبالفعل جلسَ يُقلِّبُ الأمر في عقله، ثم قرر أخيراً أن يتزوج بها..

ذهبَ إلى بيتها لطلب يدها، فقال له أبوها: لم تعُدْ تسكن معنا، هذا عنوانها إن شئتَ..!

ذهب «كانط» قاصداً بيتها، فوجدها هناك مع زوجها وطفليها!

كانت المدة التي استغرقها في التفكير سبع سنوات!

«كانط» هو آخر المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة، وما تبعه بعد ذلك ما هو إلا اجترار لما قاله هو، أو قاله الذين من قبله، اللهُمَّ إلا في قضية الشذوذ الجنسي فقد أبدعوا في تحويل البشر الأسوياء إلى غير ذلك!

«كانط» أحد أهم الذين كتبوا في نظرية المعرفة الكلاسيكيّة، وكتاباه «نقد العقل المجرّد» و«نقد العقل العملي» لا يُستغنى عنهما في هذا المضمار حتى أيامنا هذه! وهذا يفتح الأمر على إشكاليتين مهمتين:

الأولى أن الكتابات قد لا تُشبه أصحابها!

والثانية أن التردد مقبرة الفرص!

أما بخصوص الأولى، فيمكن للمرء أن يكتب ما يشاء، ويمكن له أن يقتبس بحسب الموقف، ولكن هذا لا يُغيِّرُ من الحقيقة شيئاً، اللص لن تُنظّفه كل نصوص الدُّنيا، ستبقى كل هذه الكلمات حجّةً على النَّاس حين يقفون بين يدي الله الذي رأى كل شيء!

أما بخصوص الثانية فلا شيء يبقى متاحاً إلى الأبد، الوظائف سيشغلها آخرون، والناس سيمضون مع آخرين، وسيبقى المتردد واقفاً على قدمٍ واحدة لأنه لم يجرؤ بعد أن يضع قدمه الثانية على الأرض ليمشي!

copy short url   نسخ
22/06/2023
305