+ A
A -
جريدة الوطن

أظهرت دراسة -أجراها فريق من العلماء المصريين وزميل من «جامعة ميشيغان» (University of Michigaan)- حفريات لأسماك مكتشفة حديثاً في موقع بالصحراء الشرقية المصرية على بُعد 322 كيلومترا جنوب شرق القاهرة حملت اسم «راس غارب إيه» (Ras Gharib A).نُشرت الدراسة في دورية «جيولوجي» (Geology)، وأشارت نتائجها إلى أن الأسماك البحرية ازدهرت في مصر قبل 56 مليون سنة، خلال الحقبة المعروفة بالعصر «الباليوسيني -الإيوسيني» (The Paleocene-Eocene Thermal Maximum) (PETM)، وهو العصر الذي شهد فيه مناخ الأرض ارتفاعا في درجة الحرارة يشبه المناخ الحالي.

مناخ العصر الباليوسيني ـ الإيوسيني

المؤلفة الرئيسية للورقة ورئيسة الفريق البحثي هي طالبة الدكتوراه في جامعة «ميشيغان» سناء السيد بسيوني، وقد سبق اختيارها من قبل جامعة «جونز هوبكنز» (Johns Hopkins) الأميركية، ضمن أهم الشخصيات النسائية في العالم في مجال الحفريات.

تقول الباحثة -في تواصل مع الجزيرة نت عبر وسائل التواصل الاجتماعي- «تكتسب الدراسات الجيولوجية أهمية كبيرة في فهم تاريخ التغير المناخي الناتج عن تركيز غازات الاحتباس الحراري في مناخ كوكب الأرض؛ حيث يهتم علماء الجيولوجيا والبيولوجيا بدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري عبر التاريخ الجيولوجي للأرض، من أجل فهم ذلك الاحتباس الذي يشهده كوكبنا حاليا، والتنبؤ بسلوك التغير المناخي المستقبلي وتأثيراته على الكائنات الحية على الأرض، وبالتالي فإننا نقوم بدراسة تاريخ التغير المناخي من خلال الحفريات».

وفي هذا الاتجاه كانت الدراسة المشتركة -التي أجراها فريق الباحثين الجيولوجيين المصريين مع زميل من جامعة ميشيغان- قد ركزت على حقبة تعرف بالعصر الباليوسيني -الإيوسيني، وهي حقبة جيولوجية تمتد إلى ما قبل 56 مليون عام.

وشهد مناخ الأرض خلال تلك الحقبة فترة قصيرة من درجات الحرارة العالمية المرتفعة للغاية، والتي كثيرا ما توصف بأنها أفضل نظير قديم لظاهرة الاحتباس الحراري في الوقت الحاضر، وهو ما يمكن العلماء من صياغة رؤية مستقبلية لسلوك التغير المناخي وتأثيراته.

اكتشاف أول حفريات الأسماك

يقول البيان -الصادر من جامعة ميشيغان حول الحفريات- «تعتبر الأسماك من بين الكائنات الحية التي يُعتقد أنها أكثر حساسية للاحترار، ومن المحتمل أن تكون درجات حرارة سطح البحر الاستوائية خلال الحقبة المذكورة قد اقتربت من درجات حرارة قاتلة لبعض أنواع الأسماك البحرية الحديثة، وفقًا لبعض التقديرات.

وتقول الباحثة سناء السيد إن «ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تغيرات مورفولوجية وفيسيولوجية، وأيضا تغيرات في البيئة، فتعمل الأسماك على الهجرة من بيئتها المرتفعة الحرارة إلى بيئة أخرى مناسبة».

وتستطرد الباحثة سناء قائلة إن «الدراسة التي قمنا بها توثق لمجموعة من حفريات الأسماك التي تكتشف لأول مرة في النصف الجنوبي من الأرض في فترة زمنية هي العصر الباليوسيني ـ الإيوسيني؛ حيث إنه -وللأسف- كل معلوماتنا عن سلوك الحيوانات أو الكائنات الحية في ظروف الاحتباس الحراري كانت فقط معلومات من النصف الشمالي من الكرة الأرضية من خلال حفريات موجودة في أوروبا أو في آسيا».

وتضيف «لم نكن نعرف عن الأسماك القريبة من خط الاستواء شيئا، حيث لم يكن لدينا دليل عن سلوك الأسماك في هذه الفترة الزمنية التي شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة».

copy short url   نسخ
17/06/2023
10